2013-08-04 13:49:50

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يقول: الغنى الحقيقي هو محبة الله التي نتقاسمها مع الإخوة


أطل البابا فرنسيس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها بالقول لقد احتفلنا يوم الأحد الماضي في ريو دي جانيرو بالذبيحة الإلهية اختتاماً لليوم العالمي للشباب، علينا أن نشكر الرب معًا على هذا الحدث، العطية الكبيرة للبرازيل وأميركا اللاتينية والعالم بأسره. فقد شكل مرحلة حج جديدة للشباب عبر القارات. علينا ألا ننسى أبدًا أن الأيام العالمية للشباب ليست "ألعابًا نارية"، أو مجرد لحظات حماس، إنها مراحل مسيرة طويلة بدأت عام 1985 بمبادرة من البابا يوحنا بولس الثاني الذي أوكل الصليب للشباب وقال لهم: اذهبوا وسأرافقكم! وكان كذلك، وتابع حج الشباب هذا مع البابا بندكتس، وبنعمة الله تمكنت أنا أيضًا من عيش هذه المرحلة الرائعة في البرازيل.

تابع البابا فرنسيس يقول: لنتذكر دائمًا أن الشباب لا يتبعون البابا وإنما يسوع المسيح ويحملون صليبه، لكن البابا يقودهم ويرافقهم في مسيرة الإيمان والرجاء هذه. لذلك أشكر جميع الشباب الذين شاركوا بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قاموا بها، كما وأشكر الرب أيضًا على اللقاءات التي أجريتها مع رعاة وشعب البرازيل هذا البلد الكبير، كما وأشكر أيضًا السلطات والمتطوعين. ليكافئ الرب جميع الذين عملوا من أجل عيد الإيمان الكبير هذا.

أضاف الأب الأقدس يقول: أسألكم أن ترفعوا الصلاة معي على هذه النيّة: لكي يتمكن الشباب الذين شاركوا في اليوم العالمي من تجسيد خبرتهم هذه في مسيرتهم اليوميّة، ولكي يجسّدوها أيضًا بخيارات حياة مهمّة بالإجابة على دعوة الله الشخصية لهم. يدوي اليوم في القراءات التي تقترحها علينا الليتورجية صدى كلمات سفر الجامعة: "باطل الأباطيل... كل شيء باطل". فالشباب حساسون بشكل خاص على فراغ غياب المعنى والقيم الذي يحيط بهم غالبًا، وهم الذين يدفعون الثمن. أما اللقاء بيسوع وبعائلته الكبيرة التي هي الكنيسة يملأ قلوبهم بالفرح لأنه يملؤها بالحياة الحقيقية وبخير عميق لا يفسد: وقد رأيناه جميعًا على وجه الشباب في ريو. وأضاف البابا يقول على هذه الخبرة أن تواجه الأباطيل اليوميّة، وسم الفراغ الذي يتسرّب في مجتمعاتنا القائمة على الربح والامتلاك. أما إنجيل اليوم فيحدثنا عن "غباء" بناء سعادتنا على الامتلاك، قال الغنيّ لِنَفْسه: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي". فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ (لو 12، 19- 20). وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء، الغنى الحقيقي هو محبة الله التي نتقاسمها مع الإخوة. ومن يختبر هذه المحبة لا يخاف الموت وينال سلام القلب.

وبعد الصلاة حيا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقال: أتوجه بفكري اليوم بشكل خاص إلى جميع الكهنة في العالم بمناسبة عيد شفيعهم القديس جان ماري فيانّييه. إخوتي الأعزاء لنتحد معًا بالصلاة وبالمحبة الراعوية. كما وأريد أن أذكركم بعيد التجلي الذي سنحتفل به بعد غد، وفي هذه المناسبة يذهب فكري وشكري العميق إلى المكرّم البابا بولس السادس الذي انتقل من هذا العالم في السادس من آب لخمس وثلاثين سنة خلت. أصدقائي الأعزاء أتمنى لكم أحدًا طيبًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.