2013-08-02 13:53:28

مقابلة مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بشأن رسالة البابا فرنسيس إلى المسلمين لمناسبة عيد الفطر


مع صدور رسالة البابا فرنسيس إلى المسلمين حول العالم لمناسبة حلول عيد الفطر، أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران الذي أكد أن الحبر الأعظم شاء من خلال هذه المبادرة أن يعرب عن احترامه الكبير تجاه أتباع الدين الإسلامي. وتابع يقول إن البابا، وعندما كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس أرسل أحد كهنة الأبرشية ليتعلم اللغة العربية في القاهرة ليكون لديه شخص مطلع بعمق على الحوار مع الإسلام بنوع خاص. ومع وصوله إلى السدة البطرسية أراد البابا في أول سنة من حبريته أن يسلط الضوء على أهمية الحوار الديني مع الإسلام، الذي يحتل مرتبة أولية بالنسبة له.

تابع الكاردينال توران حديثه مشيرا إلى أن الرسالة تتمحور حول أهمية الاحترام المتبادل من خلال التربية. كما سطر ضرورة تفادي الانتقادات غير المبررة والمسيئة، مع التشديد على أهمية احترام رجال الدين ودور العبادة. ومن هذا المنطلق لا بد أن نتعلم كيف نحترم بعضنا البعض، وكيف نحترم معتقدات الآخرين وطقوسهم الدينية وأماكن العبادة. وثمة مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق القادة الدينيين في مجال تربية وتنشئة المؤمنين. وقال الكاردينال توران: أعتقد أن البابا يصر على النواحي المتعلقة بالاحترام المتبادل.

هذا ثم أقر رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بأن الجهود التي بُذلت على صعيد الحوار الديني خلال السنوات القليلة الماضية كانت حثيثة لكنها وللأسف لم تحقق النتائج المرجوة، إذ لم يُترجم ما تم الاتفاق حوله إلى قوانين أو إجراءات إدارية. ومن هذا المنطلق لا بد أن تُكثف الجهود ليتمكن المسيحيون والمسلمون من التعرف على بعضهم البعض بصورة أعمق، وليروا أنهم يبحثون عن الله. هذا ثم أشار الكاردينال توران إلى أن الأوروبيين لا يميّزون غالبا بين الإسلام كدين والإسلام السياسي، مع أن الجميع يعي أن التطرف والأصولية هما عدو مشترك. لذا ينبغي أن تُبذل جهود حثيثة على صعيد الفكر والثقافة وهذا أمر لا يتم إن لم يعي القادة الدينيون مدى خطورة الوضع، وإن لم تحركهم الرغبة المشتركة في تحسين الأمور. وهذه المسيرة تمر بالضرورة عبر المدرسة والجامعة، وتتم من خلال الثقة المتبادلة والصداقة.

هذا ثم أشار المسؤول الكنسي إلى أن البابا فرنسيس يتّبع نهج سلفه البابا الفخري بندكتس السادس عشر الذي كان في طليعة البابوات الذين تحدثوا عن الإسلام فضلا عن قيامه بزيارة ثلاثة مساجد. ومضى الكاردينال توران يقول: أعتقد أن البابا فرنسيس قرر مواصلة هذه المسيرة، مسيرة التعاون المتبادل والرغبة في التعرف على الآخر على الرغم من كل الصعوبات والعراقيل. لم تخل كلمة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان من الإشارة إلى الدور الذي يضطلع به الصحفيون ووسائل الإعلام في مجال التربية على احترام معتقدات الآخرين وقال: لا بد أن نساعد الصحفيين على القيام بواجباتهم في هذا المضمار. كما لا بد من التخلي عن الأحكام المسبقة في المدارس والجامعات لأن معظم المشاكل ناجمة عن الجهل.








All the contents on this site are copyrighted ©.