2013-08-01 11:11:32

البابا يحتفل بالقداس في عيد القديس اغناطيوس دي لويولا


رجال "راسخون في الكنيسة" يسمحون للمسيح بأن "يمتلكهم" مقدمين له ذواتهم بكليتها وقادرين على "الشعور النبيل" بالخجل الذي يضعهم "بتناغم مع قلب المسيح". بهذه العبارات الثلاثة، وفي عظته مترئسا القداس الإلهي أمس الإثنين بمناسبة عيد القديس اغناطيوس دي لويولا، تحدث البابا فرنسيس عن الصفات التي تميز اليسوعيين، وقال: اليسوعيّ رجل تتمحور حياته حول المسيح وهذه المحورية تتطابق مع محورية الكنيسة، إنهما شعلتان لا يمكن فصلهما إذ لا يمكنني أن أتبع المسيح إلا مع الكنيسة.

تابع الأب الأقدس يقول: رجال راسخون  في الكنيسة: هكذا يريدنا يسوع. لا توجد دروب متوازية أو منعزلة، نعم هناك دروب الأبحاث ودروب الإبداع، والأهمّ هو الدرب الذي يقودنا نحو الضواحي ولنسير في هذا الدرب نحن بحاجة للإبداع، ولكن داخل جماعة، داخل الكنيسة بهذا الانتماء الذي يعطينا الشجاعة لنسير إلى الأمام. فخدمة المسيح هي محبة هذه الكنيسة الملموسة وخدمتها بسخاء وروح طاعة.

الميزة الثانية، تابع الأب الأقدس يقول، هي أن اليسوعي يبحث عن يسوع لعلمه أن يسوع قد "بحث عنه أولاٍ" و"امتلكه" وهذا هو محور خبرتنا: أن نسمح للمسيح بأن يمتلكنا لنقدم لهذا الملك كياننا بأكمله وتعبنا، وأن نقول للرب بأننا نرغب بأن نفعل كل شيء لخدمته وتمجيده بشكل أكبر، وأن نتشبّه به في تحمّل الشتائم والازدراء والفقر. أن أسمح للمسيح بأن يمتلكني يعني أن أنبسط دائماً إلى أمامي، نحو هدف المسيح وأن أسأل نفسي بصدق: ماذا فعلت من أجل المسيح؟ ماذا أفعل من أجل المسيح؟ وماذا علي أن أفعل من أجل المسيح؟

أما الميزة الثالثة، أضاف البابا فرنسيس يقول فهي "الخجل اليسوعي"، نحن نتحلى بهذا الشعور البشري النبيل وهو الخجل بألا نكون على المستوى المطلوب، فننظر إلى حكمة المسيح وجهلنا، إلى عظمته وضعفنا، إلى عدالته وظلمنا، إلى طيبته وشرّنا. علينا اذًا أن نطلب نعمة الخجل، ذلك الخجل الذي يأتينا من لقاء الرحمة المستمر مع الله، ذلك الخجل الذي يجعلنا "نحمرّ" أمام يسوع المسيح، ذلك الخجل الذي يضعنا بتناغم مع قلب المسيح الذي صار خطيئة من أجلي، خجل يضع قلبنا في تناغم مع الدموع ويرافقنا في إتباع الرب اليومي. وهذا يحملنا كأفراد وجماعة لنتواضع ونعيش هذه الفضيلة الكبيرة. تواضع يعطينا اليقين يومًا فيومًا بأننا لسنا نحن بأنفسنا بناة ملكوت الله، وإنما هي دائمًا نعمة الرب الذي يعمل فينا، تواضع يدفعنا لنضع ذواتنا في خدمة المسيح والكنيسة، كآنية خزف ضعيفة وغير ملائمة ولكنها تحمل كنزًا كبيرًا وتنقله للآخرين.

وفي ختام الذبيحة الإلهيّة توجّه الأب الأقدس أمام المذابح المخصصة للقديسَين اغناطيوس دي لويولا وفرنسيس كسفاريوس، ورفع لله صلاة القديس اغناطيوس دي لويولا، وقال: يا إلهي، خذّ وتقبّل حريّتي بكاملها، خذّ ذاكرتي وفهمي، وكامل إرادتي، خذّ كلّ ما أملك، وكلّ ما هو لي. إنّك أعطيتني كلّ هذا يا إلهي، وها آنذا أُعيده إليك. إنّ كلّ شيءِ هو لك، فاصنع به ما شئت. أعطني فقط محبّتك ونعمتك، فإنّ هذا يكفيني.








All the contents on this site are copyrighted ©.