2013-07-27 20:41:11

البابا فرنسيس يلتقي أساقفة البرازيل


التقى قداسة البابا فرنسيس مساء السبت بالتوقيت المحلي بمقر رئاسة أبرشية ريو دي جانييرو أساقفة البرازيل، ووجه كلمة مسهبة أشبه بتأمل وبرنامج عمل، استهلها معبّرا عن فرحه الكبير بلقائهم، وقال: هناك شباب من مختلف أنحاء العالم على طرقات ريو، وكثيرون آخرون ينتظروننا ويحتاجون لنظرة  المسيح الراعي الصالح، نظرته الرحيمة، وأضاف أنه صلى في مزار سيدة أباريسيدا من أجلهم وكنائسهم، الكهنة، الرهبان والراهبات والإكليريكيين، ومن أجل المؤمنين العلمانيين وعائلاتهم لاسيما الشباب والمسنين. وأشار إلى أن أباريسيدا مفتاح قراءة لرسالة الكنيسة، وذكّر بقصة هذا المزار المريمي والصيادين الفقراء الذين تعبوا ولم يصطادوا شيئا لكنهم عثروا في مياه النهر على تمثال للعذراء سيدة الحبل بلا دنس. وأكد الحبر الأعظم أن حصيلة العمل الرعوي لا تستند إلى غنى الموارد إنما لإبداع المحبة، ولفت إلى أن هناك حاجة بالطبع للتقنية والعمل والبرمجة والتنظيم، ولكن، وقبل كل شيء، لا بد من إدراك أن قوة الكنيسة تكمن في الله.

وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن مسيرة الكنيسة في البرازيل، ولفت لإهتمام البابوات وقربهم الدائم منها وتشجيعهم لها، وأشار لوجود مائتين وخمس وسبعين أبرشية في هذا البلد، وسلط الضوء على العمل السخي للرعاة، وقال: أفكر بأسماء ووجوه كثيرة تركت بصمة لا تُمحى في مسيرتها، وذكّر أيضا بالزيارات الثلاث للطوباوي يوحنا بولس الثاني، وباختيار بندكتس السادس عشر مزار أباريسيدا لانعقاد المؤتمر العام الخامس لمجالس أساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، والذي ترك أثرا كبيرا في الكنيسة والقارة كلها، وبهذا الصدد، شدد البابا فرنسيس على أهمية مستند أباريسيدا.

وإذ توقف بعدها عند إنجيل تلميذي عماوس بحسب القديس لوقا، أضاف الحبر الأعظم قائلا: نحتاج اليوم لكنيسة قادرة على أن ترافق وتصغي، وانتقل من ثم للحديث عن تحديات الكنيسة في البرازيل، وشدد قبل كل شيء على أولوية تنشئة الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين من أجل الحاضر والمستقبل، وأشار لأهمية تعزيز التضامن بين الأساقفة لكونه غنى حقيقيا للجميع، وقال إن الشركة هي قماشة تُحاك بأناة ومواظبة، ليسلط الضوء بعدها على مستند أباريسيدا وأهمية الرسالة والتجدد الرعوي.

وفي إشارة أيضا للرسالة القارية، شدد البابا على أهمية دعم العائلة، الخلية الرئيسة للمجتمع والكنيسة؛ الشباب الذين هم الوجه المستقبلي الكنيسة؛ النساء إذ يلعبن دورا جوهريا في نقل الإيمان، كما تحدث عن إعلان الإنجيل ودور الكنيسة في خدمة الإنسان. وتوقف الحبر الأعظم بعدها عند التربية والصحة والسلم الاجتماعي، وقال إن للكنيسة كلمة تقولها حول هذه المواضيع إذ إن الحلول التقنية البحتة غير كافية للإجابة بطريقة ملائمة على هذه التحديات. وتطرق البابا فرنسيس لأهمية حضور الكنيسة في الأمازون، وأشار للإسهام الذي تقدمه اليوم أيضا للمهاجرين القادمين من هاييتي بعد الهزة العنيفة التي ضربت بلادهم، ودعا الجميع إلى التأمل بما ورد في مستند أباريسيدا حول الأمازون والنداء القوي من أجل احترام وحماية الخليقة التي أوكلها الله للإنسان.

وشكر البابا فرنسيس كنيسة البرازيل على اهتمامها بالأمازون وإنشاء لجنة أسقفية عام 1997 أعطت ثمارا كثيرة، وختم كلمته إلى أساقفة البرازيل سائلا عذراء أباريسيدا أن تنير التزامهم ومسيرتهم لحمل المسيح لكل رجل وامرأة في بلادهم. فالمسيح، وكما حصل مع تلميذي عماوس، سيجعل "القلب متقدا" وسيهب رجاء أكيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.