2013-07-27 17:29:06

البابا فرنسيس: علينا أن نفخر بدعوتنا التي تمنحنا الفرصة لنخدم المسيح في الفقراء


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي القداس الإلهي في كاتدرائية ريو دي جانيرو بحضور الكرادلة والكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكيين المشاركين في اليوم العالمي للشباب. وألقى عظة استهلها بالقول نجتمع هنا لنمجد الرب مؤكدين رغبتنا في أن نكون أدواته لكي يمجده جميع الشعوب، ولكي نعلن الإنجيل لشبابنا ، بصدق وشجاعة القديسين بولس وبرنابا، ليلتقوا بالمسيح ويصبحوا بناة لعالم أكثر أخوّة. وأضاف أود أن أتأمل معكم حول ثلاثة أوجه من دعوتنا: مدعوون من الله، مدعوون لإعلان الإنجيل، مدعوون لتعزيز ثقافة اللقاء.

تابع الأب الأقدس يقول: مدعوون من الله. من الأهمية بمكان أن ننعش فينا هذه الحقيقة: "لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم" كما يقول لنا يسوع (يو 15، 16). إنها مسيرة جديدة نحو مصدر دعوتنا. لقد دعانا الله ودُعينا لنكون مع يسوع، متحدين معه بشكل عميق يمكّننا من القول مع القديس بولس: "فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2، 20). إن هذه "الحياة في المسيح" هي ما يضمن لنا فعّالية عملنا الرسولي وخصوبة خدمتنا: "أقمتُكم لتنطلقوا فتُثمروا ويبقى ثمركم" (يو 15، 16). وما يثمر هو الأمانة ليسوع هي التي تحثنا: "أثبتوا فيَّ كما أثبت فيكم" (يو 15، 4). ونحن نعلم جيّدًا ما معنى أن نتأمله ونعبده ونعانقه وخاصة من خلال أمانتنا لحياة الصلاة، في لقائنا اليومي معه في سرّ الافخارستيا وفي الأشخاص الأشدّ عوزًا، فالثبات في المسيح لا يعني الانغلاق على أنفسنا وإنما الانطلاق للقاء الآخرين. وأضاف البابا فرنسيس تعود إلى ذاكرتي كلمات الطوباوية الأم تريزا دي كالكوتا: "علينا أن نفخر بدعوتنا التي تمنحنا الفرصة لنخدم المسيح في الفقراء... وعلينا أن نذهب إليهم كما يقترب الكاهن من المذبح بفرح".

مدعوون لإعلان الإنجيل، تابع البابا يقول، أعزائي الأساقفة والكهنة يرافق العديد منكم شبابهم للمشاركة في اللقاء العالمي للشباب. هم أيضًا قد سمعوا كلمات وصية يسوع: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (مت 28، 19). ومن واجبنا أن نساعدهم لتلتهب في قلبهم الرغبة في أن يصبحوا تلاميذ يسوع المرسلين. لنساعد الشباب ليتنبهوا أن كونهم تلاميذ مرسلين هو نتيجة سرّ العماد وهو جزء أساسي من كونهم مسيحيين وأن أول أرض للرسالة هي بيوتهم، أماكن عملهم عائلاتهم وأصدقاءهم. لنساعد الشباب ولنصغِ إلى همومهم وصعوباتهم. تحلوا بصبر الإصغاء، أطلب ذلك منكم من كلّ قلبي.

أضاف البابا فرنسيس يقول: لا نوفرنَّ قوانا في تربية الشباب. يستعمل القديس بولس في رسالته لمسيحي غلاطية عبارة جميلة، جسدها في واقع حياته: "يا بَنيَّ، أنتم الذين أتمخّض بهم مرّةً أخرى حتى يُصوَّرَ فيهم المسيح" (غل 4، 19). وعلينا نحن أيضًا أن نجسّدها في خدمتنا! لنساعد شبابنا ليكتشفوا مجدّدًا شجاعة الإيمان وفرحه، وفرح كونهم محبوبين شخصيًّا من الله الذي ضحّى بابنه لخلاصنا. لنربيهم على الرسالة والخروج نحو الآخرين. لا يمكننا أن نبقى منغلقين في رعايانا وجماعاتنا بينما لا يزال هناك العديد من الأشخاص في انتظار الإنجيل، علينا أن نخرج كمرسلين. ما يُطلب منا ليس مجرّد أن نفتح الباب لنستقبلهم بل أن نخرج من الباب لنبحث عنهم ونلتقيهم!

مدعوون لتعزيز ثقافة اللقاء، تابع البابا فرنسيس يقول، تنتشر للأسف في العديد من البيئات ثقافة الفصل، "ثقافة الإقصاء" فلم يعد هناك من مكان للمسن والطفل الغير مرغوب فيه، وليس لدينا الوقت للفقير القائم على حافة الطريق. يبدو أن العلاقات البشريّة تحركها "عقيدتان" معاصرتان: الفعاليّة والواقعيّة. أعزائي الأساقفة والكهنة والرهبان والاكليريكيين تحلوا بالشجاعة للسير بعكس تيار هذه الثقافة! تحلوا بالشجاعة! تشجّعوا للسير بعكس تيار ثقافة الإقصاء هذه. فاللقاء واستقبال الجميع، التضامن والأخوّة هي عناصر تجعل مجتمعنا بشريًّا حقًا.

كونوا خدامًا للشركة ولثقافة اللقاء! فنحن لا نريد أن نفرض "حقائقنا"، بل ليقودنا اليقين المتواضع بأن من وجد الحقيقة أي يسوع المسيح وسمح لها بأن تحوله لا يمكنه إلا أن يعلنها!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء نحن مدعوون من الله لإعلان الإنجيل وتعزيز ثقافة اللقاء بشجاعة. لتكن مريم العذراء مثالنا، هي التي أعطت في حياتها "مثال الحب الوالدي الذي يجب أن ينتعشَ به كلُّ الذين، وقد إنضمّوا إلى خدمةٍ رسوليةٍ في الكنيسة، يعملون على ولادة الناس من الروح" (نور الأمم 65)، لنطلب منها أن تعلمنا أن نلتقي كلّ يوم بيسوع، لنطلب منها أن تمسكنا بيدنا وتدفعنا للخروج للقاء العديد من الإخوة والأخوات الذين يعيشون في الضواحي، هم متعطشون لله وما من أحد ليحمل لهم البشارة. لتدفعنا مريم للخروج من منازلنا لنكون تلاميذًا حقيقيين للرب.








All the contents on this site are copyrighted ©.