2013-07-27 11:30:36

البابا فرنسيس خلال رتبة درب الصليب في كوباكابانا: لا يوجد صليب في حياتنا إلا ويتقاسمه الرب معنا


على طول شاطئ كوباكابانا في ريو التقى قداسة البابا فرنسيس مساء الجمعة بالتوقيت المحلي شباب العالم للاحتفال برتبة درب الصليب وقد تم التأمل في كل محطة بموضوع يعني مباشرة شبيبة اليوم كالرسالة، التوبة، الدفاع عن الحياة، وسائل الاتصالات الاجتماعية، المرض ورعوية السجون... وقد وجه الحبر الأعظم كلمة استهلها قائلا: أتينا اليوم لمرافقة يسوع في مسيرته، مسيرة الألم والمحبة، مسيرة الصليب، وهي من أهم لحظات الاحتفال باليوم العالمي للشباب، وأضاف: ما مِن أحد يستطيع أن يلمس صليب يسوع بدون أي يترك شيئا فيه من ذاته، ويحمل شيئا من هذا الصليب في حياته الخاصة، ليطرح بعدها ثلاثة أسئلة: ماذا تركتم في الصليب، أعزائي شباب البرازيل، خلال عامين اثنين في بلادكم؟ ماذا ترك صليب يسوع في كل واحد منكم؟ وأخيرا ماذا يعلمنا الصليب في حياتنا؟

أشار البابا إلى أن يسوع يسير مع صليبه على طرقاتنا ليحمل مخاوفنا، مشاكلنا وآلامنا الأكثر عمقا. وبالصليب يتّحد يسوع مع صمت ضحايا العنف الذين يعجزون عن الصراخ، لاسيما الأبرياء والعزّل؛ وبصليبه يتحد يسوع مع العائلات التي تعاني وتبكي فقدان أبنائها، أو تتألم لوقوعهم فريسة الجنات الاصطناعية كالمخدرات؛ وبصليبه يتحد يسوع مع جميع المتألمين من الجوع في عالم يرمي يوميا أطنانًا من الطعام؛ وبصليبه يتحد يسوع مع مَن يُضطهد بسبب دينه، أفكاره، أو ببساطة بسبب لون بشرته؛ وبصليبه يتحد يسوع مع شباب كثيرين فقدوا الثقة بالمؤسسات السياسية لكونهم يرون أنانية وفسادا أو فقدوا الإيمان في الكنيسة أو حتى الله بسبب عدم صدق شهادة مسيحيين وخدام للإنجيل. وفي صليب المسيح، هناك الألم، خطيئة الإنسان وخطيئتنا، وهو يعانق الجميع بذراعين مفتوحين، ويحمل على كتفيه صلباننا ويقول لنا: تشجّع فأنت لا تحمل الصليب وحدك! إنني احمله معك وإني قد غلبت الموت وأتيت لأعطيك الرجاء والحياة!

تابع البابا فرنسيس: نستطيع هكذا الإجابة على السؤال الثاني: ماذا ترك الصليب في أولئك الذين رأوه ولمسوه؟ ماذا يترك في كل واحد منا؟ إنه يترك خيرا لا يستطيع أحد أن يعطينا إياه: الثقة بمحبة الله الأمينة لنا. محبة عظيمة جدا تدخل خطيئتنا وتغفرها، تدخل ألمنا وتعطينا القوة لتحمّله، وتدخل الموت أيضا لتتغلب عليه وتخلّصنا. في صليب المسيح، توجد محبة الله كلها ورحمته الواسعة. وهي محبة نستطيع أن نثق بها. في المسيح المائت والقائم فقط نجد الخلاص والفداء. ومعه، ليس للألم والمعاناة والموت الكلمة الأخيرة، لأنه يعطينا الرجاء والحياة: حوّل الصليب من أداة للكراهية والهزيمة والموت إلى علامة محبة ونصر وحياة.

تابع قداسة البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن "أرض الصليب المقدس" هو أول اسم أُعطي للبرازيل. ولم يُزرع صليب المسيح على الشاطئ فقط منذ أكثر من خمسة قرون خلت، إنما أيضا في تاريخ الشعب البرازيلي، قلبه وحياته. لا يوجد صليب في حياتنا، كبيرا كان أم صغيرا، إلا ويتقاسمه الرب معنا. يعلّمنا الصليب النظر دوما للآخر برحمة ومحبة، لاسيما مَن يتألم، ومن يحتاج لمساعدة، ومن ينتظر كلمة، علامة، ويعلمنا الخروج من ذاتنا لنذهب ونلاقيه ونمد يدنا إليه. وجوه كثيرة رافقت يسوع في مسيرته نحو الجلجلة: بيلاطس، القيرواني، مريم والنساء... ونحن أيضا نستطيع أن نكون أمام الآخرين كبيلاطس الذي لا يتحلى بشجاعة السير بعكس التيار لإنقاذ حياة يسوع، فيغسل يديه. أصدقائي الأعزاء، إن صليب المسيح يعلمنا أن نكون كالقيرواني الذي ساعد يسوع في حمل صليبه الثقيل، وكمريم والنساء الأخريات اللاتي لم يخفن من مرافقة يسوع حتى النهاية، بمحبة وحنان. أأنت كبيلاطس، كالقيرواني، كمريم؟ أعزائي الشباب، ختم البابا فرنسيس كلمته في كوباكابانا قائلا: لنحمل أفراحنا وآلامنا إلى صليب المسيح؛ سنجد قلبا مفتوحا يفهمنا، يغفر لنا ويحبنا ويطلب منا أن نحمل محبته نفسها في حياتنا، ونحب كل أخ وأخت بهذه المحبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.