2013-07-25 10:20:56

البابا يزور مستشفى القديس فرنسيس الأسيزي في ريو لمعالجة المدمنين على المخدرات


زار قداسة البابا فرنسيس مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي مستشفى القديس فرنسيس الأسيزي في ريو دي جانيرو لمعالجة المدمنين على المخدرات، ووصف هذا المكان في كلمة ألقاها "بمزار الألم البشري" وتحدث عن اهتداء شفيع هذا المستشفى، القديس فرنسيس الأسيزي، وقال: ترك فرنسيس الشاب غنى العالم ليكون فقيرا بين الفقراء، وأدرك أن الغنى الحقيقي والسعادة الحقة يكمنان في إتباع المسيح وخدمة الآخرين لا في امتلاك الأشياء، وذكّر بلحظة هامة في حياة هذا القديس، حين عانق شخصا مصابا بالبرص، وأضاف الحبر الأعظم أن هذا الأخ المتألم قد أصبح "وسيط نور" للقديس فرنسيس الأسيزي. فنحن نعانق جسد المسيح المتألم في كل أخ متألم، وقال: أودُّ اليوم، في هذا المكان، أن أعانق كل واحد وواحدة منكم وأسال الرب أن يملأ مسيرتكم بالرجاء الراسخ. نحتاج جميعا لأن نتعلّم معانقة المحتاج على غرار القديس فرنسيس، وهناك حالات كثيرة في البرازيل، والعالم، تتطلب اهتماما ورعاية ومحبة كمكافحة الإدمان على المخدرات. وغالبا ما تسود الأنانية في مجتمعاتنا. فكم من "تجار للموت" يتبعون منطق السلطة والمال بأي ثمن!

تابع البابا فرنسيس قائلا: إن آفة الاتجار بالمخدرات التي تشجع العنف وتزرع الألم والموت تتطلّب فِعل شجاعة من قبل المجتمع بأسره. ولا يمكن تخفيف انتشار الإدمان على المخدرات وتأثيره من خلال تحرير تعاطيها كما يُقترح حاليا في أماكن مختلفة في أمريكا اللاتينية. فلا بدَّ من من مواجهة المشاكل الكامنة وراء استخدام المخدرات، ذلك من خلال تعزيز العدالة وتربية الشباب على القيم التي تبني الحياة المشتركة، ومرافقة مَن يعانون المصاعب، وتقديم الرجاء من أجل المستقبل. نحتاج كلنا لأن ننظرَ للآخر بعيني المسيح المحبّة ونتعلم معانقة مَن هو في عوز للتعبير عن قربنا وعطفنا ومحبتنا. وأشار البابا بعدها إلى أن العناق وحده لا يكفي. لنمدّ اليد لمن يعاني المصاعب، لمن سقط في ظلام الإدمان ولنقل: تستطيع النهوض مجددا، إنه أمر شاق ولكنه ممكن إن شئت ذلك، وأضاف: أود أن أقول لكل واحد منكم، لاسيما لآخرين كثيرين لم يتحلوا بشجاعة القيام بمسيرتكم: ينبغي أن ترغب بالوقوف. هذا هو الشرط الضروري! ستجد اليد الممدودة لمن يريد مساعدتك، ولكن ما من أحد يستطيع أن يقف مكانك! ولكن لستم وحدكم! فالكنيسة قريبة منكم مع أشخاص كثيرين. تحلوا بالثقة. إن مسيرتكم طويلة وشاقة ولكن انظروا للأمام "فهناك مستقبل أكيد يكمن في رؤية مختلفة عن الأوهام الخادعة لأصنام العالم، ويعطي اندفاعا جديدا وقوة جديدة للحياة اليومية". وأقول لكم جميعا: لا تسمحوا بأن يُسرق منكم الرجاء! لا بل لنكن جميعا حاملي رجاء.

وفي إشارة إلى مثل السامري الصالح في إنجيل القديس لوقا الذي يتكلم عن رجل وقع في يد لصوص تركوه بين حيّ وميت على قارعة الطريق، وكان الناس يمرون، ينظرون إليه، ويواصلون طريقهم غير مبالين، بعكس سامري، مرَّ وساعده، قال البابا فرنسيس: في هذا المستشفى لا مكان للامبالاة إنما للاهتمام والمحبة، وشكر جميع العاملين فيه وأشار إلى أن خدمتهم ثمينة، ودعاهم لتأديتها دائما بمحبة، فهي خدمة للمسيح الحاضر في إخوتنا، ويقول لنا يسوع "كلّما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه". إن الكنيسة ترافقكم بمحبة. الرب قريب منكم ويمسك بيدكم. انظروا إليه في الأوقات الأكثر شدة، فهو سيهبكم العزاء والرجاء. اتكلوا على محبة مريم. فحيث هناك صليب نحمله، تقف دائما إلى جانبنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.