2013-07-21 12:29:46

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يقول إن الصلاة التي لا تحملنا إلى خدمة الأخوة هي صلاة عقيمة وغير مكتملة


أطل البابا فرنسيس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها متوقفا عند إنجيل هذا الأحد بحسب القديس لوقا الذي يخبرنا عن مرتا ومريم أختي لعازر، ويقول جَلَسَتْ مريم عِندَ قَدَمَي الرَّبّ، تَستَمِعُ إلى كَلامِهِ. وكانَت مَرتا مَشغولَةٌ بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِن الخِدمَة. لقد استقبلتا الرب كلتاهما ولكن كل واحدة استقبلته بطريقة مختلفة: جلست مريم عند قدميه تصغي إلى تعليمه أما مرتا فكانت منهمكة بما يجب تحضيره، فأَقبَلَتْ وقالت ليسوع: "يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَركَتني أَخدُمُ وَحدي؟ فمُرها أَن تُساعِدَني". فَأَجابَها الرَّبُّ: "مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وارتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة، مَعَ أنَّ الحاجَةَ إلى أَمرٍ واحِد".

قال البابا فرنسيس: ما معنى قول يسوع هذا؟ ما هو الأمر الواحد الذي نحتاج إليه؟ علينا أن نفهم قبل كل شيء أنه ما من تناقض بين الإصغاء لكلمة الله والتأمل بها وخدمة القريب، وإنما هما موقفان أساسيان في حياتنا المسيحيّة ولا يمكننا أبدًا أن نفصلهما، بل علينا أن نحياهما باتحاد عميق وتناغم.

تابع الأب الأقدس يقول: لماذا لام يسوع مرتا إذا؟ لأنها اعتبرت أساسيًّا فقط ما كانت تقوم به. ففي حياة المسيحي لا يمكن أبدًا لأعمال الخدمة والمحبة أن تنفصل عن المصدر الأساسي لكل عمل نقوم به: أي الإصغاء لكلمة الرب، والجلوس عند أقدامه على مثال مريم.

وأضاف البابا فرنسيس يقول إخوتي وأخواتي الأعزاء ليكن في حياتنا المسيحية أيضًا اتحاد عميق بين الصلاة والعمل. فالصلاة التي لا تحملنا إلى خدمة الأخ الفقير والمريض والمحتاج للمساعدة هي صلاة عقيمة وغير مكتملة. ولكن عندما نتنبه في خدمتنا الكنسيّة فقط للعمل ونهتم للأشياء، والمراكز والهيكليات ننسى محوريّة المسيح ولا نخصص وقتًا للحوار معه بالصلاة ونقع في خطر خدمة أنفسنا ولا الله الحاضر في الأخ المحتاج.

وخلص الحبر الأعظم إلى القول: يلخص القديس بندكتس أسلوب الحياة الذي ينصح به رهبانه بكلمتين: "صلّي واعمل". فمن التأمل ومن علاقة الصداقة العميقة مع الرب تولد فينا القدرة على عيش وحمل محبة الله ورحمته ولطفه للآخرين. فلنطلب من العذراء مريم، أم الإصغاء والخدمة أن تعلمنا كيف نتأمل في قلبنا كلمة ابنها ونصلي بأمانة لنكون دائمًا متنبهين بشكل ملموس لحاجات إخوتنا.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا فرنسيس نداء قال فيه أطلب منكم أن ترافقونني روحيًّا بالصلاة في أول زيارة رسوليّة لي والتي سأبدؤها غدًا. كما تعلمون أتوجه إلى ريو دي جانيرو في البرازيل بمناسبة اليوم العالمي الثامن والعشرين للشباب. لنكل إلى شفاعة الطوباوية مريم العذراء، المحبوبة والمكرمة في هذا البلد، هذه المرحلة الجديدة من رحلة حج الشباب الكبيرة عبر العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.