2013-07-20 12:52:31

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذَلِكَ الزَمان: دَخَلَ يسوع قرية، فَأضافَتهُ امرَأَةٌ اسمُها مَرتا. وكانَ لها أُختٌ تُدعى مَريم، جَلَسَتْ عِندَ قَدَمَي الرَّبّ، تَستَمِعُ إلى كَلامِهِ. وكانَت مَرتا مَشغولَةٌ بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِن الخِدمَة، فأَقبَلَتْ وقالت: "يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَركَتني أَخدُمُ وَحدي؟ فمُرها أَن تُساعِدَني". فَأَجابَها الرَّبُّ: "مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وارتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة، مَعَ أنَّ الحاجَةَ إلى أَمرٍ واحِد. فَقدِ اختارَتْ مَريمُ النَّصيبَ الأَفضلَ، ولَن يُنزَعَ مِنها". (لوقا 10، 38- 42)

 

للتأمل :قراءة من القديس أمبروسيوس: معًا، مرتا ومريم تستقبلان حكمة الله

للفضيلة أكثر من وجه. يظهر لنا مَثَل مرتا ومريم في أعمال الأولى التفاني النشيط، وعند الأخرى إصغاء القلب إلى كلمة الله. إن كان هذا الإصغاء مرتبطًا بإيمان عميق، يكون أفضل من الأعمال ذاتها: "لقد اختارت مريم النصيب الأفضل ولن يُنزع منها". فلنجهد نحن أيضًا لامتلاك ما لا يمكن أن يُنزع منّا من خلال الإصغاء بانتباه وليس بطريقة ساهية؛ فحتّى الزرع الذي هو كلام الله الآتي من السماع يمكن أن يُنتَزع من القلوب إن وقع على جانب الطريق (لو8: 5، 12).

كنْ إذًا راغبًا بنيل الحكمة مثل مريم؛ فهذا عمل أكبر وأكثر كمالاً. ولا تسمح لهموم الخدمة أن تمنعك من استقبال الكلمة السماويّة. لا تنتقد ولا تعتبر بطّالين جميع الذين يجتهدون للتعرّف إلى الحكمة، لأنّ سليمان الحكيم قد دعاها لتقيم عنده (حك9: 10). فالموضوع لا يتعلّق بإلقاء اللوم على مرتا على خدماتها الطيّبة، لكنّ مريم بدت متفوّقة لأنّها اختارت النصيب الأفضل. يملك يسوع ثروات متعدّدة وهو يوزّعها بسخاء. فقد اختارت المرأة الأكثر حكمة ما اعتبرته النصيب الأفضل.

كما اعتبر الرسل أيضًا أنّه يستحسن عدم إهمال كلمة الله لخدمة الموائد (أع 6: 2). لكنّ الأمرين هما من أعمال الحكمة. لقد اختير إسطفانُس كخادم، وكشمّاس، وكان ممتلئًا من الحكمة (أع 6: 5، 8)... في الواقع، أنّ جسد الكنيسة هو واحد؛ وإن كانت أعضاؤه مختلفة، فهي بحاجة إلى بعضها البعض. "فلا تستطيع العين أن تقول لليد: لا حاجة بي إليك. ولا الرأس للرجلين: لا حاجة بي إليكما" (1قور12: 21)... إن كان بعض الأعضاء أكثر أهميّة، تبقى الأعضاء الأخرى ضروريّة. فالحكمة تكمن في الرأس والعمل في اليدين.

للتفكير: أحبّ يسوع مرتا التي استقبتله. وأحب مريم التي استمعت إليه. لكن قد نتساءل من هي التي  أحبها أكثر؟ الجواب: لا هذه ولا تلك؛ بل هذه وتلك. فعلى مريم أن تتعلّم كيف تستقبله. وعلى مرتا أن تعرف كيف تجلس كما يجلس التلميذ وتستمع إليه. ليس من حصة أُعطيت للأولى ومُنعت عن الأخرى. فنحن أمام حصة حسنة. فحصة مرتا حسنة إن عرفت أن تقاسم أختها فرح الاستقبال. وحصة مريم حسنة، ويسوع يريدها أن تشارك أختها فيها. فالصلاة تقودنا إلى العمل، والعمل ينبع من الصلاة. وهذا ما يدعونا إليه يسوع. إنه النصيب الأفضل الذي لا يقدر أحد أن ينتزعه منا.

مناجاة: أمنحنا يارب أن نكون مسيحيين متزنين نصغي إلى تعاليمك نتأمل بها ونحفظها في كل حين، ونكون أيضا مستعدين للخدمة بروح الرضى والصلاة،  مقتنعين بأنك أنت وحدك يا رب تكفينا.








All the contents on this site are copyrighted ©.