2013-07-16 15:16:21

البابا فرنسيس: لا تخافوا! المسيحيّ شخص يفتخر بسيره بعكس التيّار


"لا تخافوا!" هذه الدعوة التي يوجهها يسوع لتلاميذه في الإنجيل هي إحدى الخطوط المهمّة في حبريّة البابا فرنسيس. لقد دعا الحبر الأعظم المؤمنين للاستسلام والتسليم المطلق للآب وللسير بعكس التيّار.

"لا تخافوا!" عبارة مطمئنة ولكنها في الوقت عينه دعوة ليغيّر المرء حياته، "لا تخافوا!" دعوة يكررها يسوع لتلاميذه في الإنجيل لتصبح حقيقة في واقع حياتهم اليوميّة، في الواقع لا يجب أن نخاف من شيء لأنه "ما مِن مَستُورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم". ويؤكّد البابا فرنسيس إن كنا مع الآب، فنحن إذا على الدرب الصحيحة وفي مسيرة لنصبح مسيحيين صالحين، كما يقول الأب الأقدس: أشخاص مستقيمون لا يخشون الذهاب بعكس التيار! ولا ينبغي علينا أن نخشى ذلك! وأقول لكم أيها الشباب: لا تخافوا من الذهاب بعكس التيار عندما يريدون أن يسلبوننا الرجاء وعندما يقدمون لنا هذه القيم الفاسدة... إنها قيم تؤذينا! علينا أن نسير بعكس التيار! وأنتم أيها الشباب عليكم أن تكونوا الأوائل: سيروا بعكس التيار وافتخروا بمسيرتكم هذه! سيروا إلى الأمام وكونوا شجعانًا وافتخروا بمسيرتكم!

ويسوع في الإنجيل يعطينا أيضًا التوجيهات الضروريّة لننجح في هذه المسيرة ويقول لنا: "الَّذي أَقولُه لَكم في الظُّلُمات، قولوه في وَضَحِ النَّهار. والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا به على السُّطوح"، هذه هي البشارة! والبشارة تتطلب منا، كما يقول البابا فرنسيس: شجاعة حقيقية في عيش هذا الجهاد الداخليّ، وتضعنا أمام صعوبات تسببها لنا "شوكة الشيطان"، وهذا ما يسمى استشهادًا، كما يؤكد البابا فرنسيس، فالاستشهاد هو جهاد يومي للشهادة. قد يطلب الرب من البعض استشهاد الدم، لكن هناك أيضًا استشهاد كل يوم وكل ساعة: كالشهادة ضد روح الشرّ الذي لا يريدنا أن نكون مبشرين! أو الجهاد ضد الكآبة والمرارة والتشاؤم! الزرع صعب يؤكد البابا فرنسيس لكن الحصاد جميل! والكنيسة تفتخر بالعديد من "الزارعين"، أمثلة في الالتزام ومحبة الإنجيل: فخلال ألفي عام، بذل عدد هائل من الرجال والنساء حياتهم ليبقوا أمناء ليسوع المسيح وإنجيله. واليوم أيضا، وفي أنحاء كثيرة من العالم، هناك العديد من الشهداء، وأكثر من القرون الأولى، يبذلون حياتهم من أجل المسيح، ويساقون إلى الموت لأنه لم ينكروا يسوع المسيح! هذه هي كنيستنا!

ما يطلبه المسيح منا هو أن نقبله ونبشرّ به، وهذا يعني الانطلاق والخروج من ذواتنا، كما يردّد دائمًا البابا فرنسيس، نحو الضواحي الوجوديّة. على تلاميذ المصلوب أن يعلنوا بشرى الرب لأنه لا يمكنهم أن يحتفظوا لأنفسهم بالنعمة التي نالوها: لقد نلنا هذه النعمة مجانًا وعلينا أن نعطيها مجانا! هذا ما أريد أن أقوله لكم! لا تخافوا من المحبة، من محبة الله أبينا. لا تخافوا من أن تنالوا نعمة يسوع المسيح، لا تخافوا من الحرية التي ننالها من نعمة يسوع المسيح، كما يقول القديس بولس: "لأنكم لستم في حكم الشريعة بل في حكم النعمة". لا تخافوا من النعمة! لا نخافنَّ من الخروج من ذواتنا، لا نخافنَّ من الخروج من جماعاتنا المسيحية للقاء التسعة والتسعين الذين يقيمون خارج البيت، لا نخافنَّ من الحوار معهم ومن التعبير عن أفكارنا أمامهم، ومن أن نظهر لهم محبتنا التي هي محبة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.