البطريرك الماروني في اختتام مهرجان الشبيبة الثاني: كونوا دعاة رجاء في عالم اليأس وأناس صلاة

في عظته يوم أمس الأحد مترئسا قداس اختتام مهرجان الشبيبة المريمية الثاني في بازيليك سيدة لبنان حريصا، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: كونوا شبيبة الشركة والشهادة في زمنكم ومكانكم، فزمنكم زمن الحاجة إليكم وإلى وجوه جديدة وقيادات جديدة وسياسيِّين جُدد لبناء الشركة في بُعدَيها: البُعد العمودي بإحياء الاتّحاد بالله بواسطة سماع كلام الإنجيل والكتب المقدسة وتعليم الكنيسة وجعلهما ثقافة وحضارة حياة، وممارسة العبادة لله، وقبول نعمة أسرار الخلاص لاسيما من سرّي التوبة والقربان؛ والبُعد الأفقي بشدّ أواصر الوحدة مع جميع الناس على أساس من الحقيقة والمحبّة والعدالة والحرية، وبالدعوة للحوار والتفاهم، ونبذ الاتهامات والأحكام المُسبقة. مكانكم مجتمعنا في لبنان والشرق الأوسط. إنّه بحاجة للغة جديدة غير التي تسمعون ونسمع. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف البطريرك الراعي: إنّنا نرفض معكم الانقسامات والدعوة إليها، ونرفض الحرب والعنف والأسباب الداعية إلى ممارستها. لبنان بحاجة لصوتكم لفتح صفحة جديدة في تاريخه تدعو الجميع للتفاهم وحوار الحقيقة في المحبة وطَيّ صفحة التخوين والاتهام والتباغض. أُدعوا الأفرقاء السياسيّين المتنازعين لحوار المصارحة والمصالحة، وإلى إبرام عقد اجتماعي جديد انطلاقاً من الميثاق الوطني الذي أرسى به اللبنانيون وطنهم على أساس العيش معا وتحييد لبنان من كلّ تبعيّة لأي دولة من الشرق ومن الغرب، والتزامه قضايا الأسرتَين العربية والدولية في كلّ ما يختصّ بالسلام والعدالة وحوار الأديان والثقافات والحضارات وترقّي الشخص البشري والمجتمع. وختم البطريرك الراعي: أقول لكم بلسان آباء المجمع البطريركي الماروني، في نصّه الخاصّ بالشبيبة: قولوا الحقيقة في عالم الباطل! أُنطقوا بالحقّ في عالم يسكت عنه جبنًا ومساومة! دافعوا بجرأة عن المظلوم والفقير في عالم يستقوي على الضعفاء ويسلب حقوقهم! كونوا صوت ضمير في عالم مات ضميره وأسكت صوت الله في أعماقه! كونوا دعاة رجاء في عالم اليـأس! كونوا أناسَ صلاة وتوبة إلى الله في عالم نسي الله ووضعه جانباً، فزادت البلبلة وكثر الشّر! تذكّروا أن الله زرعكم رسلاً في هذه المنطقة من العالم والرسالة هي مبرِّر الوجود المسيحي وغايته.