2013-07-08 13:58:36

قداسة البابا فرنسيس يزور جزيرة لامبيدوزا ويترأس الاحتفال بالذبيحة الإلهية ويندد بـ"عولمة اللامبالاة"


قام قداسة البابا فرنسيس هذا الاثنين بزيارة تاريخية إلى جزيرة لامبيدوزا الصقلية التي تأوي أعدادا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية، والمأساة الحقيقية لا تكمن في أوضاع البؤس التي يعيشها هؤلاء الرجال والنساء والأطفال بل تكمن في موت أعداد كبيرة منهم في البحر غرقا كل عام. شاء الحبر الأعظم من خلال هذه الزيارة ـ الأولى له خارج أبرشيته روما ـ أن يعرب عن قربه وتضامنه مع هؤلاء الأشخاص.

وقد توجه البابا صباح اليوم جوا إلى هذه الجزيرة التي وصلها عند الساعة التاسعة صباحا وكان في استقباله رئيس أساقفة أغريجنتو المطران مونتينيغرو بالإضافة إلى ممثلين عن السلطات المحلية، كما رمى الحبر الأعظم إكليلا من الزهر في البحر تكريما لمئات بل آلاف الأشخاص الذين ماتوا غرقا في المتوسط بحثا عن مستقبل أفضل في القارة القديمة. كما قرأ أحد المهاجرين رسالة على قداسة البابا ضمنها شكره على هذه الزيارة الهامة.

وقد ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي في الجزيرة الصقلية تخللته عظة استهلها متذكرا المهاجرين الذين ماتوا في البحر المتوسط، وقال: عندما اطلعت على هذه الأنباء لأسابيع خلت، والتي تتكرر غالبا وللأسف تحول تفكري إلى شوكة في القلب تسبب الألم. وبالتالي شعرت بضرورة المجيء إلى هنا للصلاة وللإعراب عن قربي من الضحايا ولإيقاظ الضمائر كي لا يتكرر ما حصل. هذا ثم وجه الحبر الأعظم كلمة شكر وتشجيع إلى سكان وأهالي لامبيدوزا ولينوزا وإلى جمعيات المتطوعين والقوى الأمنية على الاهتمام الذي أبدوه حيال الأشخاص الذين يعبرون البحر. هذا ثم توجه البابا بالشكر إلى المطران مونتينيغرو على النشاط الذي يقوم به والتزامه الرعوي، كما حيا قداسته العمدة. تابع البابا قائلا: يتوجه فكري إلى المهاجرين المسلمين الذين يبدأون مساء اليوم شهر رضمان، على أمل أن تحمل هذه المناسبة ثمارا روحية خصبة. الكنيسة قريبة منكم في البحث عن حياة أكثر كرامة لكم ولعائلاتكم.

تابع البابا عظته قائلا إن أول كلمة وجهها الله إلى آدم بعد الخطيئة الأصلية كانت "آدم، أين أنت"؟ لقد أخطأ الإنسان وانكسر التناغم وتبدلت العلاقة مع الآخر، الذي لم يعد أخا ينبغي علي أن أحبه بل بات شخاص مزعجا. ثم يطرح الله السؤال الثاني "قايين أين أخوك؟". هذان السؤالان يترددان اليوم في أذهاننا بقوة كبيرة. فكثيرون فقدوا توجههم في الحياة، وبالتالي لا يحفظون على ما خلقه الله للجميع، ولم نعد قادرين على الحفاظ على بعضنا البعض. إن السؤال الذي طرحه الله على قايين ـ قال البابا ـ هو سؤال موجه لي ولك ولكل واحد منا. أخوتنا وأخواتنا هؤلاء حاولوا الخروج من أوضاع صعبة، بحثا عن شيء من الطمأنينة والسلام، كانوا يبحثون عن مكان أفضل لهم ولعائلاتهم، لكنهم وجدوا الموت. كم مرة لم يجد فيها هؤلاء الأشخاص التضامن وحسن الضيافة؟ ـ مضى البابا متسائلا ـ أتوجه إليكم بالشكر مرة جديدة أيها السكان الأعزاء على تضامنكم. ولفت البابا إلى أنه استمع إلى ما قاله أحد المهاجرين الذي أكد أنه كان ضحية لمن يتاجرون بالكائنات البشرية، لمن يستغلون فقر الآخرين.

تابع البابا عظته قائلا: لا أحد في العالم كله يشعر اليوم بأنه مسؤول عما يجري. لقد فقدنا حس المسؤولية الأخوية، وصرنا على غرار الكاهن المرائي الذي يتحدث عنه السيد المسيح في مثل السامري الصالح. إن ثقافة الرخاء، التي تحملنا على التفكير بأنفسنا وحسب، قال البابا، تجعلنا نفقد المشاعر إزاء صراخ الآخرين، تجعلنا نعيش في فقاعات من الصابون، التي هي جميلة، لكنها ليست أي شيء، إنها وهم ما هو غير نافع وموقت الذي يحمل على اللامبالاة بالآخر بل على عولمة اللامبالاة. هذا ثم سأل البابا الرب أن يغفر لنا لامبالاتنا تجاه الأخوة والأخوات، وانغلاقنا على أنانيتنا.

في ختام عظته وجه الحبر الأعظم كلمة تشجيع جديدة لسكان لامبيدوزا على مثال المحبة والرحمة وحسن الضيافة الذي قدموه ويقدمونه! وقال: لتكن الجزيرة بمثابة منارة للعالم كي يعرف شجاعة استضافة الباحثين عن حياة أفضل. ثم سأل الله أن يبارك جميع المشاركين في القداس الإلهي.








All the contents on this site are copyrighted ©.