2013-07-06 16:03:02

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذلِك الزَّمان: أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذًا آخَرين، وأَرسَلَهُمُ اثنَينِ اثنَين، يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكان، أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه. وقالَ لَهم: "الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. اِذهَبوا! فهاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد. وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت. فإن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلاَّ عادَ إِلَيكُم. وَامكُثوا في ذلكَ البَيت، تأَكُلونَ وتَشرَبونَ مِمَّا عِندَهم، لأنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه. ولا تَنتَقلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت. وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم. واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله. وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم ولَم يَقبَلوكم فاخرُجوا إِلى ساحاتِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ العالِقُ بِأَقدامِنا مِن مَدينَتِكم نَنفُضُه لَكم. ولكِنِ اعلَموا بِأَنَّ مَلكوتَ اللهِ قدِ اقتَرَب. أَقولُ لَكم: "إِنَّ سَدومَ سَيَكونُ مصيرُها في ذلكَ اليَومِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِ تِلكَ المَدينَة. ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ وقالوا فَرِحين: "يا ربّ، حتَّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ". فقالَ لَهم: "كُنتُ أَرى الشَّيطانَ يَسقُطُ مِنَ السَّماءِ كالبَرْق. وها قَد أولَيتُكم سُلطانًا تَدوسونَ بِه الحَيَّاتِ والعَقارِب وكُلَّ قُوَّةٍ لِلعَدُوّ، ولَن يَضُرَّكُم شَيء. ولكِن لا تَفرَحوا بِأَنَّ الأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم، بلِ افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات".

 

للتـأمل: قراءة من القديس أمبروسيوس: "كالحملان بين الذئاب"

حين أرسل يسوع التلاميذ إلى الحصاد... قال لهم: "ها أنذا أرسلكم كالحملان بين الذئاب". الذئاب حيوانات عدوّة لكنّ الراعي الصالح لا يخاف على قطيعه منها؛ هو لم يرسل تلاميذه ليكونوا فريسة، بل لينشروا النعمة. بفضل عناية الراعي الصالح، لا تتمكّن الذئاب من إلحاق أيّ أذى بالحملان. إذًا، فهو أرسلهم ليتمّ ما ورد في الكتاب: "في ذلك اليوم، سوف ترعى الذئاب والحملان معًا في الحقل نفسه"...

أمر يسوع التلاميذ ألاّ يحملوا عصا بأيديهم. ما هي العصا إلاّ علامة القوّة والأداة التي تنتقم للألم؟ لذا، ما أمرنا به الربّ المتواضع، حقّقه التلاميذ من خلال ممارسة التواضع. فهو أرسلهم لنشر الأيمان، لا بالقوّة بل بالتعليم؛ لا من خلال إبراز قوّة سلطانهم، بل عبر الإشادة بعقيدة التواضع. كما ارتأى أن يربط التواضع بالصبر لأنّ بطرس شهد قائلاً: "ما ردّ على الشتيمة بمثلها. تألّم وما هدّد أحدًا".

بالتالي، قال لنا يسوع: "اقتدوا بي، تخلّوا عن حبّ الانتقام، قابلوا التعجرف لا بالطريقة نفسها بل بصبر ملؤه الطيبة. يجب ألاّ يردّ أحد بالطريقة نفسها على إهانة الآخرين. فالطيبة تسدّد ضربات أكثر قساوة للمتكبّرين. كما ردّ يسوع المسيح على ضربة كهذه قائلاً: "مَن ضربك على خدّك الأيمن، دُرْ له الأيسر".








All the contents on this site are copyrighted ©.