2013-06-30 15:22:27

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يقول إن المسيح يريدنا أحرارًا مثله


أطل البابا فرنسيس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها متوقفا عند إنجيل هذا الأحد بحسب القديس لوقا الذي يحدثنا عن مرحلة مهمة في حياة المسيح: عندما عَزَمَ على الاتِّجاهِ إِلى أُورَشَليم، حيث سيموت ويقوم ليتمّم رسالته الخلاصيّة.

قال الأب الأقدس: منذ تلك اللحظة وجّه يسوع كلّ شيء باتجاه هذا الهدف، وكان يقول بوضوح للأشخاص الذين التقاهم والذين سألوه أن يتبعوه ما هي الشروط التي تُطلب منهم: ألا يكون لديهم مكان ثابت يقيمون فيه، أن يعرفوا كيف يتخلوا عن العواطف البشريّة، وألا يستسلموا لحنين الماضي. لكن يسوع كان يقول أيضًا لتلاميذه الذين سبقوه إلى أورشليم "لِيُعِدُّوا العِدَّةَ لِقُدومِه" ألا يفرضوا شيئًا على الناس، فإن لم يجدوا الاستعداد لدى الناس لاستقباله أن "يمضوا إلى قرية أخرى"، فيسوع لا يفرض شيئًا أبدًا، إنه متواضع، هو يدعو: "تعال إن أردتَ"، هذا هو تواضع يسوع: إنه يدعونا دائمًا.

تابع البابا فرنسيس يقول: يدعونا هذا للتفكير، ويدلنا على الأهميّة التي يوليها يسوع لصوت الضمير: أي لإصغائه لصوت الآب في قلبه وإتباعه. فيسوع في حياته الأرضيّة لم يكن مُسيّرًا: إنه الكلمة المتجسّد، ابن الله الذي صار إنسانًا وفي مرحلة من مسيرته "عَزَمَ على الاتِّجاهِ إِلى أُورَشَليم" للمرّة الأخيرة، أتخذ قراره في نفسّه ولكن ليس لوحده بل مع الآب وبالاتحاد الكامل معه. لقد عزم طاعةً للآب وبالإصغاء العميق والحميم لإرادته. ففي الآب يجد يسوع القوّة والنور لمسيرته. فيسوع حرّ وقراره حرّ، ويريدنا نحن المسيحيين أحرارًا مثله، وأن نتحلّى بتلك الحريّة التي تأتينا من الحوار مع الآب الذي لا يريد مسيحيّين أنانيين أو ضعفاء، بل أحرار.

أضاف الأب الأقدس يقول: لذلك علينا أن نتعلم أن نصغي أكثر لصوت ضميرنا. وإنما هذا لا يعني أن أتبع "الأنا" وأفعل ما يهمّني ويناسبني وما أحب... فالضمير هو الفسحة الداخليّة حيث يصغي المرء لصوت الحقيقة والخير، لصوت الله، إنه المكان الذي أبني فيه علاقتي معه، وحيث يكلم الله قلبي ويساعدني في التمييز وفي فهم الدرب التي عليّ أن أسيرها. وأضاف البابا فرنسيس يقول: لدينا مثال عظيم عن هذه العلاقة مع الله، وقد أعطانا إياه البابا بندكتس السادس عشر، إنه مثال عظيم في الإصغاء لصوت الرب الذي أظهر له، من خلال الصلاة، الخطوة التي عليه أن يقوم بها، فقد تبع صوت ضميره، أي إرادة الله الذي كان يحدث قلبه بحس تمييز وشجاعة كبير.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: لقد كانت العذراء، وببساطة كبيرة، تصغي وتتأمل في داخلها بكلمة الله وبكل أعمال يسوع. لقد تبعت ابنها باقتناع داخلي ورجاء ثابت. فلتساعدنا مريم إذًا لنصبح رجالاً ونساءً أحرارًا قادرين على الإصغاء إلى صوت الله وإتباعه بحزم.

وفي ختام صلاة التبشير الملائكي قال البابا فرنسيس: يُحتفل اليوم في إيطاليا بيوم محبة الأب الأقدس، أرغب بتوجيه الشكر للأساقفة ولجميع الرعايا لاسيما تلك الأكثر فقرًا على الصلوات والتقدمات التي تدعم العديد من المبادرات الراعوية والخيريّة لخليفة بطرس في كلّ أنحاء العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.