2013-06-22 15:13:58

البابا فرنسيس: غنى العالم واهتماماته يخنقان كلمة الله فينا


"إن غنى العالم واهتماماته يخنقان كلمة الله فينا" هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم السبت في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكد أن حياتنا قائمة على ثلاثة أركان: الاختيار والعهد والموعد وأضاف أنه علينا أن نثق بالآب في عيشنا الحاضر دون أن نخاف مما قد يحصل.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من كلمة يسوع في إنجيل اليوم "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن" وتوقف عند موضوع الغنى والاهتمامات وقال إن يسوع لديه فكرة واضحة عن هذا الأمر لأن غنى العالم واهتماماته يخنقان كلمة الله فينا، فهما كالشوك الذي يخنق الحبات التي وقعت في الأرض كما نقرأ في مثل الزارع. "غنى العالم واهتماماته يخنقان كلمة الله فينا ولا يدعاها تنمو، فتموت الكلمة لأننا لم نحرسها. في هذه الحال نكون في خدمة الغنى والاهتمامات الأخرى وليس في خدمة كلمة الله. تابع البابا فرنسيس مشدّدًا على أهميّة الوقت وقال: يشكل الوقت عاملاً مهمًّا في هذا المثل، فيقول يسوع لتلاميذه: "لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد... فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟" وكذلك في مثل الزارع: إذ يخرج الزارع ليزع، بعدها يأتي المطر لينمّي الزرع. وأضاف أن الغنى والانشغالات يسلباننا هذا الوقت.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن حياتنا بأسرها مبنيّة على ثلاثة أركان الأول الماضي، الثاني الحاضر والثالث المستقبل. الركن الأول هو الماضي وهو يمثل اختيار الرب لنا، إذ يمكن لكل منا أن يقول إن الله قد اختارني وأحبني ودعاني، وبالعماد اختارني لأسير في درب الحياة المسيحيّة، أما المستقبل فهو متعلّق بالسير نحو "أرض الميعاد" لأن الرب قد قطع وعدًا مع كل منا. أما الحاضر فهو جوابنا على مبادرة هذا الإله الصالح الذي اختارنا، فالرب يختار يعد ويقيم عهدًا معنا وهذه الأركان الثلاثة: الاختيار والعهد والموعد.

"إنها أركان تاريخ الخلاص. وعندما يدخل قلبنا في هذا الاهتمام والانشغال الذي يتحدث عنه يسوع، فهو يفقد مفهوم الوقت: ينسى الماضي ويفقد المستقبل ويضيع في الحاضر، فالذي يتعلّق بالغنى لا يهتم بالماضي أو المستقبل إذ لديه كلّ شيء هنا، فهو ليس بحاجة لماض ولا لاختيار أو لموعد. أما الذي يهتم وينشغل بأمور الغد، يفقد مفهوم المستقبل وتفقد حياته توجهها لأنها بدون موعد: فيبقى وحيدًا".

لذلك، تابع البابا يقول، يطلب منا يسوع أن نختار بين ملكوت الله والمال: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال". أضاف الأب الأقدس: بالعماد، يختارنا الله بمحبته ويصبح لدينا أب يضعنا في المسيرة نحو مستقبل بهيج، لأننا نسير نحو "أرض الميعاد". الرب أمين ولا يخيّب ولذلك نحن مدعوون لنقوم بما في وسعنا دون خيبة أمل ودون أن ننسى أن لدينا أبا قد اختارنا في الماضي. فالغنى والاهتمامات يجعلاننا ننسى ماضينا ونعيش يتامى بلا أب ويفقد حاضرنا قيمته.

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: نسيان الماضي وعدم قبول الحاضر وتشويه المستقبل هذه كلها تبعات الغنى والاهتمامات، فالرب يقول لنا: "اطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَ الله وبِرَّه والباقي يزاد لكم"، لنطلب من الرب إذا نعمة ألا نضيع في الاهتمامات و"عبادة" الغنى وأن نتذكر دائمًا أن لدينا أبا قد اختارنا، وأن هذا الأب يعدنا بشيء صالح، بالسير نحو "أرض الميعاد" ويعطينا الشجاعة لنقبل حاضرنا كما هو".








All the contents on this site are copyrighted ©.