2013-06-18 15:02:36

البابا فرنسيس يفتتح المؤتمر الكنسي لأبرشية روما


افتتح قداسة البابا فرنسيس مساء الاثنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المؤتمر الكنسي لأبرشية روما، ووجه كلمة استهلها مذكرا بما قاله بولس الرسول "لستم في حُكم الشريعة، بل في حُكم النعمة"، وأضاف أن حياتنا هي السير في حكم النعمة، لأن الرب أحبنا وخلّصنا. لسنا عبيدا بل أحرارا، لأن يسوع المسيح حرّرنا، أعطانا الحرية، حرية أبناء الله. وأشار البابا إلى أن الثورة الحقيقية التي تبدّل الحياة جذريا أتمها يسوع المسيح بقيامته: الصليب والقيامة، وأضاف أننا نحتاج لشيء واحد كي نصبح قديسين: قبول النعمة التي يعطينا إياها الآب في يسوع المسيح. هذه النعمة التي تبدّل القلب وهي عطية مجانية من الله.

أكد البابا أن المحبة هي القوة الأعظم لتبديل الواقع لأنها تهدم جدران الأنانية، وأضاف أن يسوع المسيح وحده يهبنا النعمة مجانا، كما وأشار لوجود أشخاص كثر يعيشون بدون رجاء، وسط آلام ومشاكل عديدة، وقال: يستطيع كل واحد منا أن يفكّر بأشخاص يعيشون بلا رجاء، منغمسين في حزن عميق يحاولون الخروج منه معتقدين أن باستطاعتهم إيجاد السعادة في الكحول والمخدرات وسلطة المال... كم من الأشخاص حزانى بدون رجاء! أكد البابا في كلمته أن الرجاء كالنعمة، عطية من الله، وقال: يبنغي تقديم الرجاء المسيحي من خلال شهادة حياتنا وفرحنا. فالهبة التي يعطينا إياها الله من خلال النعمة تحمل الرجاء، وذكّر أيضا بأن المسيحي لا يستطيع أن يكون غير مبال، وشدد بالتالي على إعلان الإنجيل بالكلمة وشهادة الحياة.

أضاف الحبر الأعظم أن الإنجيل كالبذرة، تزرعها بكلمتك وشهادتك، والله ينميها، وعلينا أن نكون واثقين من ذلك، وأشار إلى أن إعلان الإنجيل موجه للفقراء أولا، ولجميع المحرومين غالبا مما هو ضروري لحياة كريمة، مذكّرا بهذا الصدد بالفصل الخامس والعشرين من إنجيل القديس متى حول الدينونة العظمى، ولافتا بعدها لأهمية الذهاب نحو "الضواحي الوجودية" لإعلان الإنجيل بالكلمة والشهادة. وأكد البابا فرنسيس أهمية أن يتحلى المسيحي بفضيلتي الشجاعة والأناة، وشدد على أهمية الخروج من ذاوتنا والذهاب لإعلان رحمة الله، ودعا الجميع ليكونوا حاملي كلمة الحياة في أحيائهم وأماكن عملهم. وسلط البابا الضوء على جمال مثل "الخروف الضال"، إذ ترك الراعي التسعة والتسعين وذهب يبحث عن الخروف الضال وقال: لنرفع الصلاة لله ونسأله عطية السخاء والشجاعة والأناة للذهاب من أجل إعلان الإنجيل. إن الرب يريدنا رعاة، وأكد أن إعلان الإنجيل يتطلب "الجهاد الروحي": جهادا يوميا ضد الحزن والمرارة والتشاؤم.

وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته مفتتحا المؤتمر الكنسي لأبرشية روما مذكّرا بنعمة الله المجانية، وقال: لا تخافوا. لا تخافوا من محبة الله أبينا. لا تخافوا من نوال نعمة يسوع المسيح، وكما يقول القديس بولس الرسول: "فلستم في حُكم الشريعة، بل في حُكم النعمة". لا تخافوا من النعمة، ولا تخافوا من الخروج من ذواتكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.