2013-06-17 15:04:25

الكاردينال الراعي يترأس قداسا احتفاليا لمناسبة تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا أمس الأحد في بازيليك سيدة لبنان ـ حريصا بعد الانتهاء من أعمال الترميم ولمناسبة تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، وقال في عظته نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية: أتينا وقلوبنا مملوءة فرحا ونفوسنا رجاء. نفرح بإعادة تدشين بازيليك سيدة لبنان ومذبحِها بعد ترميمها الشامل، وأتينا لنُكرّس لبنان لقلب مريم الطاهر، وفينا يقين لا يتزعزع أنّ مريم وحدها تستطيع بقدرة الله، وبقدرة استحقاقاتها لديه، أن تنقذ لبنان من أمواج الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية؛ وهي أمواج عاتية تتقاذفه وتنذر بغرقه. وأضاف البطريرك الراعي: أن نكرّس لبنان لقلب مريم الطاهر، فهذا مطلب لبناني مسيحي إسلامي، كما يتبيّن من هذا الحضور اليوم، ومن إعلان عيد البشارة لمريم في الخامس والعشرين من آذار يومًا وطنيًّا... يُدرك كلّ اللبنانيين، على تنوّعهم، أبعاد هذا التكريس. فالعذراء مريم ترافق حياتهم في كلّ حاجاتها ومحطاتها وتحركاتها، فأضفوا عليها ألقابًا من وحيها. التكريس لقلب مريم الطاهر هو تكرّس لله بواسطة مريم ومعها وعلى مثالها، والتزام بالتشبّه والاقتداء بها، هي التي تكرّست بكلّيتها له... تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، هو التزام منّا جميعًا، بحمايته كأرض مقدّسة، وبمحاربة الفساد الأخلاقي في داخل كلّ إنسان، والظاهر في الإعلانات على الطرقات وفي وسائل الإعلام وتقنياته الحديثة، والمتفشّي في الأداء السياسي والإدارات، وفي التخاطب والتعاطي، وفي عدم الحياء. وهو التزام بالمصالحة الوطنية، التي تبدأ بين السياسيين، ولاسيما بين الفريقَين المتنازعَين، المعروفين بـِ 8 و 14 أذار، اللذين، بنزاعهما المتمادي، شوّها وجه لبنان وميثاق العيش معًا ووجه لبنان التنوّع والديموقراطية، لبنان القيمة الحضارية الثمينة، لبنان الحريات العامة وحقوق الانسان، لبنان حوار الحياة والثقافة والمصير. وتابع البطريرك الماروني عظته قائلا: أتينا ككنيسة في لبنان، متمثّلة برعاتها وشعبها المؤمن، لكي نلتزم بمقتضيات هذا التكريس، ونعلن إيماننا بأنّ خلاص لبنان وبلدان الشرق الأوسط إنّما يأتي على يد أمّنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام ونجمة صباح هذا الشرق. لهذا نعتبر، بإيمان وطيد وثقة لا تتزعزع، أن السادس عشر من حزيران 2013 هو يومٌ تاريخيٌّ حاسم للبنان؛ وأنّه سيكون يومًا وطنيا وكنسيا، يجمعنا في كلّ سنة لتجديد هذا التكريس. وإنّنا، إذ نعلن الايمان بكيان لبنان في وحدته وسيادته واستقلاله، وحياده الايجابي المتلزم بقضايا العدالة والأخوّة والسلام، عن طريق الحوار والتفاهم في محيطنا العربي والاسلامي؛ والعمل على تخطّي العصبيّات والمذهبيات والهويات القاتلة؛ والسعي الدؤوب إلى قيام دولة عصرية ديموقراطية في المنطقة تُعزّز حق المواطنة للجميع، وحقوق الانسان... وختم البطريرك الماروني عظته بالقول: نتلو معًا، في ختام هذه الذبيحة المقدّسة وبنعمتها، فعل تكريس لبنان والشرق الأوسط للعذراء مريم، لأنهما أعطيانا وأعطيا البشرية الكثير الكثير، راجين، والسماء مفتوحة بليتورجيّتها الإلهية على هذه الليتورجيّة الأرضية، أن يتقبّل الله هذا التكريس الشخصي والجماعي والوطني لمجده تعالى وخلاص وطننا لبنان وبلداننا المشرقية، وخلاص نفوسنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.