2013-06-14 15:27:35

البابا فرنسيس: المسيح صار إنسانًا لكننا لا يمكننا أن نقبله إلا في "آنية من خزف"


"إن الطريقة الوحيدة لننال عطيّة خلاص المسيح هي أن نعترف بصدق بأننا ضعفاء وخطأة بعيدًا عن أشكال التبريرات الشخصيّة" هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، عاونه عميد مجمع الإكليروس الكاردينال ماورو بياشنسا والكاردينال جوزيبيه بيرتيلّو وأسقف هوماواكا في الأرجنتين المطران بيدرو أولميدو ريفيرو والمطران بنجامين ألمونيدو الأسقف الفخري لأبرشية دايت في الفيليبين.

"إن تلميذ المسيح يدرك جيدًا بأنه إناء خزف ضعيف ومع ذلك فهو يحمل كنزًا كبيراً وُهب له مجانًا" هكذا استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من رسالة القديس بولس التي يشرح فيها لمسيحيّي كورنتوس كيف تظهر قدرة الإيمان الفائقة عطية الله في بشر خاطئين "آنِيَةٍ مِن خَزَف". قال البابا فرنسيس إن العلاقة بين نعمة يسوع المسيح وقدرته وبيننا نحن الخطأة الضعفاء تولّد "حوار الخلاص" وهذا الحوار يتطلب منا أن نكون ما نحن عليه بعيدًا عن أي تبرير.

قال البابا: لقد تحدث القديس بولس مرات عديدة، كلازمة موسيقيّة، عن خطاياه: "وأقول لكم هذا أنا الذي اضطهدت كنيسة الله..." فهو يذكر دائمًا خطاياه، ويشعر بأنه خاطئ. لا يقول: "لقد كنت خاطئًا أما اليوم فأنا قديس" لا بل: "أعطيت شوكة في جسدي كأنها رسول من الشيطان"، هو يرينا ضعفه وخطيئته. هو خاطئ يقبل يسوع المسيح ويحاوره.

يظهر القديس بولس تواضعه ويعترف علنًا أن كل ما يقوم به هو لأنه رسول يسوع ولكن ذلك لا يمنعه من الاعتراف بخطيئته، تابع البابا فرنسيس يقول، هذا هو مثال التواضع الذي يجب أن نحتذي به نحن الكهنة. إن افتخرنا بانجازاتنا وسيرتنا فقط فنهايتنا سيئة. لا يمكننا أن نبشر بيسوع المسيح المخلّص إن كنا لا نشعر بذلك. علينا أن نتواضع، ذلك التواضع الحقيقي الذي يجعلنا نقول: "أنا خاطئ بسبب هذا الأمر وذاك" على مثال القديس بولس: "أنا اضطهدت كنيسة الله" لا أن نختبئ خلف التواضع المزيّف. فتواضع المسيحي وتواضع الكاهن هو شيء ملموس، إن لم يتمكن المسيحي من أن يعترف بخطيئته بصدق فهذا علامة على أن الأمور ليست على ما يرام، وأنه لا يقدر أن يفهم جمال الخلاص الذي يحمله لنا يسوع.

تابع الأب الأقدس يقول: إخوتي، نحن نحمل كنزا وهذا الكنز هو يسوع المسيح المخلّص، صليب يسوع المسيح هو الكنز الذي نفتخر به، لكننا نحمله في إناء من خزف، لنفتخر إذا أيضًا بخطايانا فيصبح عندها حوارنا مسيحيًّا ملموسًا لأن خلاص يسوع المسيح ملموس. فيسوع المسيح لم يخلصنا بواسطة فكرة أو برنامج فكريّ، وإنما خلصنا بالجسد، تنازل وصار إنسانًا، صار جسدًا حتى النهاية، لكن لا يمكننا أن نفهمه ولا أن نقبله إلا في "آنية من خزف".

ختم الأب الأقدس عظته بالقول إن المرأة السامرية بعد لقائها بيسوع وبعد محادثته عادت إلى أهلها وأخبرتهم: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ". لقد أخبرتهم بخطيئتها قبل أن تخبرهم بأنها التقت بالرب. أعتقد أن هذه المرأة هي اليوم في السماء لأن الرب لا يبدأ معجزة دون أن يتممها جيّدًا، لنطلب إذا من هذه المرأة السامرية أن تساعدنا كي نكون "آنية من خزف" لنحمل ونفهم سرّ يسوع المسيح العظيم.








All the contents on this site are copyrighted ©.