2013-06-08 13:55:49

زيارة رئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو إلى الفاتيكان ولقاؤه مع قداسة البابا فرنسيس


استقبل قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان رئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو. وجه الحبر الأعظم لضيفه الإيطالي كلمة مسهبة عبر في مستلها عن شكره للرئيس نابوليتانو على هذه الزيارة موجها تحياته القلبية والحارة إلى الشعب الإيطالي بأسره. أكد البابا فرنسيس أن هذه الزيارة تندرج في سياق العلاقات التاريخية التي تربط إيطاليا بالكرسي الرسولي، وقد نمت هذه العلاقات وازدهرت بعد تحقيق "المصالحة" بين الطرفين من خلال التوقيع على اتفاقيات اللاتيران وإدخالها في دستور الجمهورية الإيطالية. كما شدد الطرفان في أكثر من مناسبة على أهمية توطيد العلاقات بين الكرسي الرسولي وإيطاليا بشكل يعود بالفائدة على الشعب الإيطالي. كما لفت البابا إلى التعاون القائم في إيطاليا بين الكنيسة والدولة والذي يصب في صالح الشعب الإيطالي والمجتمع، ويتحقق بواسطة العلاقات اليومية بين الجهات المدنية والجماعة الكاثوليكية الممثلة بالأساقفة والمنظمات الكنسية، واعتبر البابا أن هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس نابوليتانو إلى الحبر الأعظم الجديد تعكس أهمية العلاقات والتعاون الوطيد بين الكرسي الرسولي وإيطاليا. هذا ثم لفت قداسته إلى أن هذا العام يصادف الذكرى المئوية الثالثة عشرة لمرسوم ميلانو، الذي جاء بمثابة أول تأكيد رسمي على مبدأ الحريات الدينية، مشيرا إلى أن الحرية الدينية ما تزال اليوم معرضة للمخاطر شتى، وغالبا ما تُنتهك. وقال البابا إن دول العالم كافة مدعوة إلى التأكيد على مبدأ احترام كرامة الكائن البشري. وقال إن الدفاع عن الحرية الدينية هو واجب جميع الأشخاص لأنها مسألة تضمن النمو بالنسبة للجماعة بأسرها. لم تخل كلمة البابا إلى رئيس الجمهورية الإيطالية من الإشارة إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة، ولفت إلى القلق البالغ إزاء ظواهر عدة من بينها إضعاف العائلة والعلاقات الاجتماعية، النمو الديمغرافي وغياب الاهتمام الكافي بالأجيال الفتية وتنشئتها من أجل بناء مستقبل آمن وزاهر. بعدها أشار البابا إلى أهمية أن يبرز وعي متجدد لدى الشبيبة بشأن الالتزام في الحقل السياسي ومن هذا المنطلق لا بد أن يعمل المؤمنون وغير المؤمنين يدا بيد على بناء مجتمع يتخطى أوضاع الظلم ويساهم فيه كل شخص بشري ـ وفقا لقدراته ـ لصالح الخير المشترك. وسطر الحبر الأعظم أنه من واجب الكاثوليك أن يلتزموا أكثر وأكثر في مسيرة جادة من التوبة الروحية، كي يقتربوا من الإنجيل المقدس، الذي يحثنا على وضع أنفسنا في خدمة الأشخاص والمجتمع. في ختام خطابه عاد البابا ليشكر الرئيس نابوليتانو مجددا على هذه الزيارة، وعبر عن تقديره الكبير للترحيب الذي لاقاه، بعد انتخابه، وسط رئيس الجمهورية والشعب الإيطالي. وأمل أن تبقى إيطاليا على الدوام بيتا مضيافا للكل!








All the contents on this site are copyrighted ©.