2013-06-03 15:23:28

البطريرك الماروني: بدون المحبة لا يستطيع أحد أن يصغي لله، وللمسيح، وللكنيسة، وأن يلتزم بالوصايا والتعليم


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: فقط بالمحبّة المسكوبة في القلوب بالروح القدس، نسمع كلام الله، وكلمة إنجيل المسيح وتعليم الكنيسة، ونحفظها ونعمل بموجبها. بدون المحبة لا يستطيع أحد أن يُصغي لله، وللمسيح، وللكنيسة، وأن يلتزم بالوصايا والتعليم. هذه القاعدة تسري على العائلة والمجتمع والوطن. فبالمحبّة يسمع الأولاد كلمة الوالدين، وبالمحبّة يسمع أبناء المجتمع وبناته صوت الأخوّة والتعاون؛ وبالمحبّة يسمع المسؤولون والمواطنون كلام الدستور ونداء الضمير في خدمة الشأن العام. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية تحدث غبطته عن زيارته بولندا من الثامن والعشرين وحتى الحادي والثلاثين من أيار مايو تلبية لدعوة رئيس أساقفة وارسو لإلقاء محاضرة في مؤتمر حول "المسيحيين في الشرق الأوسط".

وتابع البطريرك الراعي عظته: لا يمكن أن يجد لبنان وبلدان هذا الشرق وشعوبها السلام وأن تنعم به، طالما يتحكّم بها المال والتسلّط والسلاح، طالما يعشعش الكذب والفساد في العقول والإرادات وطالما تطفح القلوب بالحقد والضغينة وطالما الوجوه مقنّعة... وأكد أنّ قرار النواب اللبنانيين الذي اتّخذوه بعد ظهر الجمعة بأقلّ من خمس عشرة دقيقة ممدّدين لنفسهم سنة وخمسة أشهر بينما عجزوا عن وضع قانون جديد للإنتخابات على مدى ست سنوات من الدرس والتشاور والحسابات، قد تسبّب بإسقاط ثقة الشعب بهم خاصّة وأنّهم جعلوا من الوكالة المعطاة لهم من الشعب لمدّة معيّنة، ملكيّةً خاصّة. فمدّدوا ولايتهم بمعزل عن إرادة الشعب، بل رغمًا عنه، ومن دون أسباب مقنعة لتبرير التمديد سوى المصالح الخاصّة والفشل.

وقال البطريرك الراعي: إنّنا نأسف كلَّ الأسف من جهتنا على عدم احترام ما طالب به مجلس المطارنة في بيان الاثنين الماضي "بعدم اتخاذ أي قرار تمديد، قبل أن يُقرّ المجلس النيابي قانونًا جديدًا للانتخابات". ولكن لنا ملء الثقة بالمجلس الدستوري بأن ينظر في موضوع الطعن بما تُملي عليه نصوص الدستور ومقتضيات العدالة والإنصاف والضمير الوطني المُنزّه، الذي يتمتَّع به أعضاء هذا المجلس... أمّا المجلس النيابي فعليه أن يُصحّح خطأه بإقرار قانون جديد للانتخابات يراعي مصالح اللبنانيين ككل، من دون أي اعتبار فئوي أو حزبي وأن يعمل جدّيا على إجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن. وإنّنا فيما الشعب اللبناني يرزح تحت أعباء الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتوتّر الأمني الضاغط، والذي يطالب بحقّه المقدّس في أن يعيش بسلام وطمأنينة واستقرار على أرض وطنه، نناشد رئيس الحكومة المُكلَّف وفخامة رئيس الجمهورية العملَ على تأليف حكومة مُحرّرة من المكوّنات والمسبّبات والمطالب التي منعت تأليفها حتى اليوم. وعلى كلّ الأطراف التي تُريد المشاركة في الحكومة أن تحترم أولاً مندرجات الدستور وأن تُخضع قراراتها لهذه المندرجات، ولمقتضيات إعلان بعبدا، وأولويّة الخير العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.