2013-06-03 14:33:34

البابا فرنسيس: الفاسدون يؤذون الكنيسة لأنهم يعبدون أنفسهم أما القديسون فهم النور في الكنيسة


خطأة، فاسدون وقدّيسون: حول هذه النقاط الثلاث تمحورت عظة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القداس الذي ترأسه في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان، وقال إن الفاسدين يؤذون الكنيسة لأنهم يعبدون أنفسهم أما القديسون فيساهمون بخيرها، إنهم نورٌ في الكنيسة.

ماذا يحصل عندما نريد أن نصبح أرباب الكرم؟ بهذا السؤال استهل قداسة البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من إنجيل اليوم حول مثل الكرّامين الأشرار متوقفًا حول أنواع ثلاثة للمسيحيين: الخطأة، الفاسدون والقدّيسون، وقال ليس من الضروري التحدث عن الخطأة لأننا جميعنا خطأة، نعرف ذواتنا جيّدًا ونعرف ما هو الخاطئ، وإن كان هناك من لا يشعر بكونه خاطئًا فهذه علامة بأن الأشياء ليست على ما يرام. لكن المثل يحدثنا عن صورة أخرى أولئك الذين "يريدون السيطرة على الكرم وقد فقدوا العلاقة مع رب الكرم". رب "يدعونا بمحبة، يحرسنا ويترك لنا حريتنا"، لكن هؤلاء الأشخاص "شعروا بأنهم أقوياء، بأنهم مستقلون عن الله": "وانزلقوا رويدًا في الاستقلاليّة، استقلالية في العلاقة مع الله: "نحن لسنا بحاجة لذلك السيّد، فلا يأتيّن لإزعاجنا! هؤلاء هم الفاسدون، لقد كانوا خطأة مثلنا جميعًا ولكنهم قاموا بخطوة إلى الأمام فاتحدوا مع الخطيئة ولم يعودوا بحاجة لله! ولكن هذا في نظرهم فقط، لأنهم يحملون في تكوينهم هذه العلاقة مع الله، وبما أنهم لا يمكنهم نكرانها فيتّخذون لهم إلهًا خاصًا: يصبحون آلهة لأنفسهم، هؤلاء هم الفاسدون".

تابع البابا فرنسيس يقول "إنه خطر علينا نحن أيضًا"، "فيهوذا بدأ كخاطئ جشع وانتهى بالفساد. إنها درب خطيرة درب الاستقلاليّة هذه: الفاسدون هم أشخاص فقدوا ذاكرتهم، لقد نسوا ذلك الحب الذي به غرس الرب الكرم من أجلهم. لقد بتروا كل علاقة بهذا الحب، وأصبحوا يعبدون أنفسهم. كم من الأذى يسبب الفاسدون في الجماعات المسيحية! ليحفظنا الله كي لا ننزلق في درب الفساد هذه".

بعدها تحدث الأب الأقدس عن القديسين مذكرًا بالذكرى الخمسين لوفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين "مثال القداسة". وقال في إنجيل اليوم القديسون هم الذين يذهبون ليأخذوا نصيب رب الكرم من الكرّامين، يعرفون ما ينتظرهم ولكنهم يذهبون لأنهم يقومون بواجبهم: "فالقديسون هم الذين يطيعون الله ويعبدونه ولم ينسوا الحب الذي به غرس الرب الكرم. وكما يؤذي الفاسدون الكنيسة، كذلك القديسون يساهمون في خيرها. يقول القديس يوحنا إن الفاسدين هم المسحاء الدجالون القائمين بيننا ولكنهم ليسوا منا. أما عن القديسين فتقول لنا كلمة الله إنهم كالنور: "هم أولئك الذين يقومون أمام عرش الله ويعبدونه".

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: "لنطلب من الرب نعمة الشعور بأننا خطأة وأن نلمس خطيئتنا، ونعمة ألا نصبح فاسدين، نعمة السير على درب القداسة".








All the contents on this site are copyrighted ©.