2013-05-26 14:34:30

عظة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في سيامة المطرانين حبيب شامية وأنطوان طربيه


ترأس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عصر أمس السبت في بكركي السيامة الأسقفية للمطرانين يوحنا – حبيب شاميه، سليل الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، وأنطوان – شربل طربيه، سليل الرهبانية اللبنانية المارونية. واللذَين اختارهما الروح القدس، بلسان قداسة البابا فرنسيس وتقديم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية: الأوّل على كرسيّ أبرشية مار شربل – الأرجنتين، والثاني على كرسي أبرشية مار مارون – اورستراليا. وتخلّلت الذبيحة الإلهية عظة للكاردينال الراعي شكر فيها ممثل قداسة البابا فرنسيس والكرسي الرسولي الكردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، وسيادة السفير البابوي المطران غابريليه كاتشيا.

قال البطريرك الراعي: لقد اختار الأسقفان الجديدان شعاراً لخدمتهما الأسقفية كلمة الإرسال التي قالها الرب يسوع للرسل الأحد عشر، أساقفة العهد الجديد: "إذهبوا في الأرض كلّها وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين" (مر16: 15). لنصلّي معاً من أجل الأسقفَين الجديدَين لكي، بشفاعة أمِّنا مريم العذراء سيدة لبنان ومار مارون ومار شربل، يكونا "راعيَين مثل قلب المسيح" (ارميا 3: 15).

تابع الكاردينال الراعي يقول: أيها الأسقفان الجديدان يوحنا حبيب وأنطوان - شربل، أنتما علامة رجاء في الكنيسة والأبرشية والمجتمع، لأنّكما المُعلنان الأوّلان للمسيح الذي هو رجاؤنا ورجاء الشعوب، المعلنان لإنجيل الرجاء بالكلمة وشهادة الحياة، إنجيل المسيح المصلوب والقائم من الموت لخلاص جميع الناس. بالرسامة الأسقفية هذه تصبحان معلّمَين أصيلَين حاملَين رسالة أساسيّة هي: أن تعلنا للشعب الموكول إلى عنايتكما، كلمة الله وتعليم الكنيسة وتقليدها الحيّ؛ وأن تنقلا الإيمان بالمسيح وتثقّفانه، وتربّيان على تجسيده في الحياة الأخلاقية، وتسهران على جعله ثقافة مسيحية وحضارة حياة. من أجل هذه الرسالة الأساسية، يقلّدكما المسيح الربّ، الحبر الأزلي وراعي الرعاة العظيم، بمسحة الروح القدس، في هذه الرسامة المقدّسة، السلطان الإلهي، سلطان المسيح إيّاه، لكي تكرزا بإنجيل الحقيقة التي تنير كلّ حقائق الناس النسبية، وتحرّر من الخطأ والضلال والكذب. وأضاف البطريرك الراعي يقول: ولنقُلْها مع قداسة البابا فرنسيس: الكنيسة لا تريد "مسيحيي صالون ومنابر"، ولا مسيحيي انتماء على الهوية وقيود النفوس، بل مسيحيين ملتزمين بحياة مسيحية شاهدة، قوامها الصلاة والممارسة الأسرارية، والأفعال البنّاءة، والمسلك الأخلاقي على كلّ من المستوى الشخصي والاجتماعي والوطني. المجتمع بحاجة إلى مثل هؤلاء المسيحيين لكي ينهض من أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويخرج من خيبات الأمل، ويزرع بذور الرجاء في قلوب شبيبتنا والأجيال الطالعة.

تابع البطريرك الراعي يقول: يدعوكما الروح القدس إلى الخدمة الأسقفيّة في سنة الإيمان والكرازة الجديدة بالإنجيل. إنّكما تلتزمان بتثبيت أبناء الكنيسة وبناتها في الإيمان المسيحي، بحيث تلج مبادئه ومقتضياته ومضامينه إلى عمق الثقافة في عالمنا. إلى خدمة أبرشيتين من عالم الانتشار، يرسلكما الروح أيّها الأسقفان الجديدان. رسالتكما الأسقفية فيهما تهدف إلى نقل تقاليد إيماننا المسيحي إلى أبناء كنيستنا وبناتها، وفقاً لتراثنا الليتورجي والروحي والثقافي والتاريخي والتهذيبي. فيسهمون في حياة مجتمعاتهم وثقافتها بغناهم الروحي والأخلاقي، مثلما يسهمون في نموّها التجاري والاقتصادي والإداري والسياسي، وقد بلغوا بجهودهم قمم العطاء والإنتاج وشهدنا ذلك في بلدان أميركا اللاتينية التي عدنا بالأمس من زيارة أبرشياتنا ورعايانا ورسالاتنا في سبع دول منها.

ختم الكاردينال مار بشارة الراعي عظته بالقول: إنّكما، أيّها الأسقفان الجديدان لمؤهّلان تماماً لهذه الخدمة الكنسية والراعوية في الأرجنتين وأوستراليا، بفضل الروح الرهباني الرسالي، والروح الكهنوتي الأصيل، والعلم والخبرة والممارسة الإدارية والراعوية التي وفّرتهما لكما الرهبانيتان الجليلتان، المارونية المريمية واللبنانية المارونية، اللَّتين تنتميان إليهما، ومن رحابهما تأتيان إلى الخدمة الأسقفية. بهذا الاستعداد وهذه الجهوزية، تعلنان اليوم، أيها الأسقفان الجديدان إيمان بطرس "بالمسيح ابن الله الحيّ" (متى 16: 16)، وتنطلقان بإرسال منه: "إذهبوا في الأرض كلّها وأعلنوا بشارتي إلى الخلق أجمعين" (مر 16: 15). ونعمة الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، معكم إلى الأبد، آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.