2013-05-24 14:55:12

نداء البطريرك غريغوريوس الثالث إلى الضمير العالمي حول خطف الأسقفين والأوضاع في سورية


وجّه بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك صاحب الغبطة غريغوريوس الثالث نداء جاء فيه: شهر مضى على اختطاف أخوينا الحبيبين، سيادة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم. وقد مضت الجهود في سبيل الإفراج عنهما أدراج الرياح. إنَّ عجز المجتمع الدولي عن الإفراج عنهما وعجزه على إيقاف سفك الدماء في سورية، وفشله في إيجاد حلٍّ سلمي للأزمة الإنسانية المأساويَّة في سورية هو خطيئة كبيرة، وهو برهان على فقدان القيم الروحية والإنسانية في السياسة العالميّة الراهنة في أزمات العالم العربي. ويا للأسف فقد أصبحت الأزمة السوريَّة بالذات تجارة متعدِّدة الأوجه حيث ضاعت قيمة الإنسان وكرامته والمشاعر الإنسانيَّة واحترام الإنسان لأنَّه مخلوق على صورة الله ومثاله.

ندعو إلى وقفة كنسيَّة واحدة، وإلى دعاة السلام في العالم، وإلى ضمير كلِّ إنسان حرٍّ كريم شريف لكي يتم الإفراج عن المطرانين الحبيبين. وهما رمز من رموز السلام والمحبَّة والمصالحة والحوار والتواصل في سورية وفي المجتمع العربي. كما ندعو للعمل الجاد لأجل إفراج سبيل جميع الموقوفين من أي إنتماء كانوا. وإلى إيقاف عمليَّة الاختطاف التي تخالف كلّ الأعراف الإنسانيَّة. ونصلِّي لأجل جميع المخطوفين والمفقودين والجرحى وضحايا هذه الأزمات المظلمة في عالمنا العربي وفي سورية بالذات. وندعو تكرارًا لوقف العنف والتسلّح والقتل والإرهاب والتفجيرات لأنَّنا باقون على قناعاتنا الإيمانيّة أن لا غلبة في السلاح والتسلّح بل الغلبة الأكيدة للحوار والمصالحة والتواصل والتفاهم والتوافق. ولذلك ندعو إلى "المبادرات الخلاّقة" بدل الفوضى الخلاّقة. وهذا مطلوب من الجهود التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الدول التي ستدعى إلى المؤتمر لأجل حلٍّ سلمي للأزمة السورية.

ومع صلوات عيد العنصرة وحلول الروح القدس على تلاميذ السيِّد المسيح في القدس نصلِّي أن تتحقَّق نبؤة الأنبياء الجميلة حيث نقرأ "أعطيكم قلبًا جديدًا. وأجعل في أحشائكم روحًا جديدًا. وأنزع من لحمكم قلب الحجر. وأعطيكم قلبًا من لحم. وأجعل روحي في أحشائكم. وأجعلكم تسلكون في رسومي وتحفظون أحكامي وتعملون بها". (نبؤة حزقيال النبي 36) هذا هو جواب كلمة الله على المناظر البشعة التي رأيناها في الأيام الأخيرة! ولتسمع الأرض كلمات السماء! ولتسمع السماء نداءَنا! وليسمع كلّ ضميرٍ حيٍّ نداءَنا! ولنبقَ صانعي سلام ونستحق طوبى السيِّد المسيح. "طوبى لصانعي السلام فإنَّهم أبناء الله يدعون".








All the contents on this site are copyrighted ©.