2013-05-21 15:19:24

المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين يبدأ جمعيته العامة العشرين يوم غد. مقابلة مع الكاردينال فيليو


يعقد المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين جمعيته العامة العشرين في روما بدءا من يوم غد الأربعاء ولغاية الرابع والعشرين من الشهر الجاري حول موضوع "الالتزام الرعوي للكنيسة في إطار الهجرات القسرية". وستتمحور الأعمال حول وثيقة بعنوان "قبول المسيح في اللاجئين والأشخاص المرغمين على الهجرة" أعدها المجلس البابوي قلب واحد "كور أونوم" وسيتم تقديمها في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في السادس من حزيران يونيو المقبل. وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع رئيس المجلس الحبري لرعوية المهاجرين والمتنقلين الكاردينال أنتونيو ماريا فيليو الذي لفت إلى أن ظاهرة الهجرة القسرية باتت أكثر تعقيدا خلال العقود الماضية، وتكريس الجمعية العامة هذه السنة للبحث في هذا الموضوع يندرج في إطار الجهود التي تبذلها هذه الدائرة الفاتيكانية التي تساعد الحبر الأعظم في النداءات الرعوية لصالح الأشخاص الضعفاء والمهمشين. وهذه الظاهرة تتعلق باللاجئين والمهجرين بدافع الكوارث البيئية والطبيعية أو تلك التي يسببها الإنسان. بالإضافة إلى الأشخاص الفارين من بلادهم بسبب الكوارث النووية والكيميائية أو الجوع والحروب. ويضاف إلى هؤلاء ـ تابع الكاردينال فيليو يقول ـ ضحايا الاتجار بالكائنات البشرية لاستغلالها جنسيا أو من أجل العمل القسري، شأن ظاهرة تجنيد الأطفال. وهي أوضاع تُنتهك فيها دائما حقوق الإنسان. يُقدر اليوم عدد اللاجئين بستة ملايين شخص، فيما يصل عدد المهجرين داخل بلادهم، نتيجة انتهاكات حقوق الإنسان، إلى تسعة وعشرين مليونا، فيما يبلغ مجموع الأشخاص المرغمين على مغادرة أراضيهم حوالي مائة مليون نسمة. بعدها أكد الكاردينال فيليو أن الكنيسة الكاثوليكية أولت اهتماما كبيرا للكائن البشري بأبعاده المتكاملة. كما تؤكد الكنيسة على ضرورة أن تكون الهجرة نابعة من خيار الشخص، لا أن تكون قسرية، وأن تكون بمثابة لقاء بين الشعوب والثقافات لا صراعا للحضارات، وأن تكون قوة إيجابية من أجل النمو والمشاركة، لا تهميشا وإقصاء. وذكّر نيافته أن المجلس البابوي المذكور وضع في العام 1992 ـ وبالتعاون مع المجلس الحبري قلب واحد ـ وثيقة بعنوان "المهاجرون، تحد للتضامن"، وقد آن الأوان لإعادة النظر في هذا النص وللتعمق والتفكير في سبل تطبيق توجيهات الكنيسة في هذا الإطار. لذا، من الأهمية بمكان أن نتعرف جيدا على هذه الظاهرة كما ينبغي أن نحدد الشوائب في الأدوات التي تبنتها الجماعة الدولية وحكومات الدول من أجل التصدي لظاهرة الهجرة القسرية وحماية ضحاياها. هذا ولا بد أن تعي الأسرة الدولية جيدا أن هذه الظاهرة عالمية، ولا يمكن اعتبار أي بلد بمنأى عنها. وفي الظرف الراهن يثير القلق والمخاوف ما يحصل داخل سورية وهذا ما عبر عنه البابا فرنسيس. آلاف الأشخاص يقدمون على الهروب يوميا من سورية، ويجد حاليا أكثر من مليون وأربعمائة ألف لاجئ يتوزعون على الدول المجاورة، لاسيما لبنان والأردن، وتقوم الجماعة الدولية بتمويل جزء من برامج الدعم. كما يضاف إلى هؤلاء اللاجئين ملايين السوريين المهجرين داخليا. وختم نيافته قائلا: نتمنى أن يستجيب الرب لصلواتنا كي يعود السلام إلى ربوع المنطقة!








All the contents on this site are copyrighted ©.