2013-05-16 13:45:01

البابا فرنسيس: الكنيسة بحاجة للغيرة الرسوليّة في إعلانها ليسوع المسيح


"الكنيسة بحاجة ماسة لغيرة رسوليّة تدفعها إلى الأمام في إعلان يسوع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته صباح اليوم الخميس مترأسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وقد عاونه في الاحتفال بالذبيحة الإلهية الكاردينال بيتر توركسون والمونسينيور ماريو توزو الأمين العام للمجلس البابوي "عدالة وسلام".

ركّز الأب الأقدس في عظته على حياة القديس بولس رسول الأمم وقال لقد كانت حياة القديس بولس "معركة مليئة بالتجارب"، فقد عاشها "بين اضطهاد وآخر" ولكنه لم يستسلم. لقد واجه العديد من الصلبان ولكنه تابع مسيرته إلى الأمام، محدقا إلى الرب وسائرًا إلى الأمام.

قال البابا فرنسيس: "لقد شكل القديس بولس بعظاته وعمله وموقفه سبب إزعاج للجميع لأنه حمل بشرى يسوع المسيح، وإعلان المسيح لا يتماشى مع سبل الراحة، لذا فهو مزعج! فالرب يريدنا أن نسير دائمًا إلى الأمام وألا نختبئ خلف حياة هادئة وهيكليات فانية. لهذا السبب شكّل القديس بولس الإزعاج للآخرين بإعلانه ليسوع، ومع ذلك سار إلى الأمام تدفعه غيرته الرسولية، دون أن يقبل أية مساومة. الحقيقة فقط وإلى الأمام معلنًا يسوع المسيح.

تابع الأب الأقدس يقول أن القديس بولس تمييز أيضا بطبع حاد، ولكن الرب تدخل في حياته جاعلاً إياه أداة للحمل البشارة وللشهادة له وصولاً إلى روما. وأضاف البابا: "الغيرة الرسوليّة ليست مجرد حماس للسلطة، ولكنها شعور ودفع داخلي يطلبه الرب منا. ما هو مصدر هذه الغيرة الرسوليّة؟ إنها تأتي من معرفتنا ولقائنا بيسوع المسيح. لقد التقى بولس بيسوع المسيح وعرفه لكن ليس من خلال معرفة عقليّة علميّة بل بواسطة القلب وباللقاء الشخصي".

وهذا ما دفع القديس بولس للسير إلى الأمام و"لإعلان يسوع دائمًا". لقد عانى السجن والضرب والآلام من أجل يسوع، وهذه نتائج البشارة بيسوع. لذلك لا يمكننا أن نفهم الغيرة الرسوليّة إلا في إطار الحب، فالغيرة الرسولية تحمل في داخلها نوعًا من الجنون، ذلك الجنون السليم الذي يدفع الإنسان للسير إلى الأمام لتحقيق دعوته بالرغم من الصعوبات التي قد تواجهه. لذا دعا الأب الأقدس الحاضرين ليسألوا الروح القدس أن ينمّي فيهم روح الغيرة الرسوليّة لأنها ليست فقط مكونًا أساسيًّا للمرسلين والمبشرين وإنما لكل شخص مسيحي.

وختم الأب الأقدس عظته بالقول: هناك العديد من المسيحيين الذين لا يعرفون كيف يكونون أبناء للكنيسة إذ أنهم لا يحملون بشرى المسيح ولا يتمتعون بالغيرة الرسوليّة. ولكن يمكننا أن نطلب اليوم من الروح القدس أن يمنحنا جميعًا هذه الغيرة الرسوليّة، وأن يعطينا نعمة أن نكون "سبب إزعاج" في حمل البشارة إلى ضواحي الوجود، فالكنيسة بحاجة ماسة لهذه النعمة! ليس فقط في أراضي الرسالة البعيدة وبين الشعوب التي لم تصلها بعد بشرى يسوع المسيح وإنما هنا في المدينة، الكنيسة بحاجة لبشرى يسوع المسيح هذه. لنطلب إذا من الروح القدس نعمة الغيرة الرسوليّة، وإذا كنا "سبب إزعاج" فليكن الرب مباركًا. لنسر إلى الأمام وكما قال الرب لبولس: "تشجعوا!"








All the contents on this site are copyrighted ©.