2013-05-01 13:27:29

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس: لنتعلم أن نصلي أكثر في العائلة وكعائلة!


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس يوسف العامل ونبدأ شهر أيار، الشهر المكرّس بحسب التقليد للعذراء مريم. في لقائنا اليوم أود أن أتأمل في هاتين الشخصيّتين المهمّتين في حياة يسوع والكنيسة وحياتنا من خلال تأملين صغيرين الأوّل عن العمل والثاني حول التأمل بيسوع.

تابع البابا يقول: نقرأ في إنجيل القديس متّى أن يسوع عاد إلى وطنه، إلى الناصرة، وكان يعلّم في المجمع، فدهش الناس من حكمته وتساءلوا: "أليس هذا ابن النجار؟" (متى 13، 55). دخل يسوع تاريخنا وسكن بيننا، بولادته من مريم العذراء بفعل الله، وبحضور القديس يوسف، الأب الشرعي الذي يحرسه ويعلّمه حرفته. لقد ولد يسوع وعاش في عائلة، العائلة المقدّسة، وتعلّم من القديس يوسف حرفة النجار في مشغل الناصرة، مشاركًا إياه الالتزام والتعب والصعوبات اليوميّة. وهذا يذكرنا بكرامة العمل وأهميته. يخبرنا كتاب التكوين أن الله خلق الرجل والمرأة وسألهما أن يملئا الأرض ويتسلطا عليها، وذلك لا يعني بأن يستغلاها بل ليزرعاها ويحرساها، ليحفظاها ويعملاها (راجع تكوين 1، 28 ؛ 2، 15). لأن العمل يشكل جزءً من مخطط محبة الله، فقد دُعينا لنُنمي ونحرس جميع خيرات الخليقة وبهذا الشكل نساهم نحن أيضًا في عمل الخلق. فالعمل عنصر أساسي لكرامة الشخص البشري، العمل "يمسحنا" بالكرامة، يملؤنا بالكرامة ويجعلنا شبيهين بالله الذي عمِلَ ويعمَلُ دائمًا. (راجع يوحنا 5، 17) ويعطينا القدرة لنعيل أنفسنا وعائلتنا ونساهم في نمو وطننا. وهنا أفكر بالصعوبات التي يواجهها عالم العمل اليوم في بلدان متعددة.

أدعو الجميع للتضامن، تابع الأب الأقدس يقول، وأشجع المسؤولين عن الشؤون العامة ليقوموا بكل جهد لإعطاء دفع جديد للعمل، أي أن يهتموا بكرامة الشخص البشري، وأضاف: لا تفقدوا الرجاء، فالقديس يوسف عاش أيضًا أوقاتًا عصيبة لكنه لم يفقد الثقة بل عرف كيف يتخطاها مدركًا أن الله لا يتركنا أبدًا. أود أن أتوجّه بنوع خاص إليكم أيها الشباب: التزموا في واجباتكم اليوميّة: في الدرس والعمل، في صداقاتكم وفي مساعدتكم للآخرين، لأن مستقبلكم متوقف على كيفيّة عيشكم لهذه السنوات الثمينة من حياتكم! لا تخافوا من الالتزام والتضحية، لا تتطلعوا بخوف نحو المستقبل، حافظوا على الرجاء الحي: فهناك دائما بصيص نور في الأفق!

أضاف البابا يقول أود أن أتحدث عن حالة خاصة تقلقني في إطار العمل وهي "الاستعباد" ذلك العمل الذي يستعبد الأشخاص. كم من الأشخاص، في العالم أجمع، يعيشون ضحية لهذا النوع من العبوديّة. أطلب من الإخوة والأخوات في الإيمان ومن جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة أن يقوموا بخيار حاسم ضد الاتجار بالأشخاص، الذي يدخل في إطاره هذا الشكل من "الاستعباد".

أما في التأمل الثاني، تابع البابا فرنسيس يقول، أود أن أتوقف عند صمت العمل اليومي، لقد كان يسوع القاسم المشترك الذي يجمع اهتمام القديس يوسف والعذراء مريم، فقد رافقا وحرسا بالتزام وحب نمو ابن الله المتجسد، متأملَين في كل ما كان يرافقه من أحداث. كما يؤكد لنا القديس لوقا في إنجيله متحدثا عن موقف مريم، والذي هو أيضا موقف القديس يوسف ويقول: "وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأملها في قلبها" (لوقا 2، 12. 51). فلكي نسمع الرب، علينا أن نتعلّم كيف نتأمله ونشعر بحضوره الدائم في حياتنا. علينا أن نتوقف لنحاوره، ونعطيه مكانًا في حياتنا من خلال الصلاة. على كل منا، أنتم أيضا أيها الشباب المجتمعين اليوم هنا، أن يسأل ذاته: أي مكان أُعطي للرب في حياتي؟ هل أتوقف لأحاوره؟

تابع الأب الأقدس يقول: في شهر أيار هذا، أود أن أذكّر بأهميّة صلاة مسبحة الوردية وجمالها. عندما نصلي "السلام عليك يا مريم" ندخل في تأمل أسرار يسوع، أي نتأمل في لحظات حياته المهمّة، فيصبح عندها محور أفكارنا واهتماماتنا وأعمالنا كما كان بالنسبة لمريم العذراء وللقديس يوسف. كم سيكون جميلا، خصوصًا في شهر أيار هذا، لو صليّنا صلاة مسبحة الوردية معًا في العائلة أو مع الأصدقاء أو في الرعيّة! فالصلاة معًا هي لحظات ثمينة لتوطيد أواصر الحياة العائلية والصداقة! لنتعلم أن نصلي أكثر في العائلة وكعائلة!

وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول: لنطلب من القديس يوسف ومن العذراء مريم أن يعلمانا أن نكون أمناء لالتزاماتنا اليومية، فنعيش إيماننا في عملنا اليومي ونعطي الرب مكانًا أكبر في حياتنا، ونتوقف للتأمل بوجهه.








All the contents on this site are copyrighted ©.