2013-04-29 14:02:14

ما هي الخطيئة الأصليّة؟ ما علاقتنا بسقوط آدم وحواء في الخطيئة؟


الخطيئة بالمعنى الحقيقي هي ذنب يتحمل مسؤوليته الشخص الذي ارتكبه. أما كلمة "الخطيئة الأصليّة" فلا تعني خطيئة شخصية، بل حال الإنسانية المشؤوم التي يولد فيها الفرد، وذلك قبل أن يخطأ بذاته بقرار حرّ. [388- 389، 402- 404]

في سقطة آدم وحواء، يقول البابا بندكتس السادس عشر، علينا أن نفهم أننا نحمل فينا قطرة من سم طريقة التفكير الذي يبيّنها كتاب التكوين: الإنسان لا يثق بالله، أغوي بكلمات الحيّة، خالجه الريب، بأن الله منافس يحدّ من حريتنا، وبأننا لا نكون بشرًا بالمعنى الكامل، إلا إذا حططنا من قدر الله. وعندما يقوم بذلك، يثق بالكذبة بدل الحقيقة ويلقي هكذا بحياته في الفراغ، في الموت" (بندكتس السادس عشر 8/12/2005).

 

هل نحن مدفوعون بواسطة الخطيئة الأصليّة إلى ارتكاب الخطيئة؟

كلا. لكن الإنسان من خلال الخطيئة الأصليّة قد جرح في العمق ويميل إلى ارتكاب الخطيئة. رغم ذلك هو قادر بمعونة الله على فعل الخير. [405]

علينا ألا نخطأ في أي حال. لكن في الواقع نخطأ بشكل دائم، لأننا ضعفاء، جهلة وخاضعون للإغواء. إن خطيئة تُرتكب عن اكراه، ليست خطيئة، لأن القرار الحر شرطٌ دائم لحصول الخطيئة.

 

كيف ينتزعنا الله من جاذبية الشرّ؟

الله لا يتطلّع كيف يدمّر الإنسان تدريجيًا ذاته وعالمه المحيط به من خلال تفاعل متسلسل للخطيئة. يرسل إلينا يسوع المسيح الفادي والمخلّص، الذي انتزعنا من سلطان الخطيئة. [410- 412، 420- 421]

"أحدٌ لا يستطيع مساعدتي": هذه العبارة المأخوذة من الاختبار البشري لم تعد صحيحة. حيثما يصل الإنسان من خلال خطيئته، إلى هناك أرسل الله ابنه. إن عاقبة الخطيئة الموت (راجع رومة 6، 23) وعاقبة الخطيئة هي تضامن الله العجيب معنا، وقد أرسل إلينا يسوع منقذًا ومخلّصًا. لذلك تُدعى الخطيئة الأصليّة أيضًا "الخطيئة المباركة": "مباركة تلك الخطيئة التي منحتنا هذا المخلّص" (ليتورجية ليلة الفصح).

 

لماذا تسمى الروايات عن يسوع "إنجيلا" أي "بشارة سارّة"؟

لولا الأناجيل لما عرفنا، أن الله أرسل إلينا نحن البشر ابنه عن محبة لامتناهية، حتى نعود رغم خطايانا إلى الشركة مع الله. [422- 429]

إن الروايات عن حياة يسوع وموته وقيامته هي أفضل خبر في العالم. إنها تشهد بأن اليهودي الذي ولد في بيت لحم، يسوع الناصري هو "ابن الله الحيّ" (متى 16، 16) المتجسّد. أرسله الله "ليخلّص جميع البشر ويبلغوا إلى معرفة الحق" (1 تيموتاوس 2، 4).

 

ماذا يعني اسم يسوع؟

يسوع يعني في العبريّة: "الله يخلّص". [430- 435، 452]

في أعمال الرسل يقول بطرس: "ليس تحت السماء اسم آخر أعطي للناس ينبغي به أن نخلص" (أع 3، 12). جميع المرسلين جلبوا إلى البشر لُبَّ هذه البشارة.

 

لماذا يحمل يسوع لقب "مسيح"؟

في الصيغة المختصرة "يسوع هو المسيح" يأتي التعبير عن جوهر الإيمان المسيحي: يسوع ابن النجار البسيط من الناصرة، هو المسيح المنتظر والمخلّص. [436- 440، 453]

كما أن الكلمة اليونانية "خريستوس" تعني "الممسوح"، كذلك الكلمة العبرية "مشيح". في إسرائيل كان الملوك والكهنة والأنبياء يمسحون. اختبر الرسل أن يسوع ممسوح "بالروح القدس" (أع 10، 38). ونحن نُسمّى مسيحيين بعد المسيح تعبيرًا عن دعوتنا السامية.








All the contents on this site are copyrighted ©.