2013-04-20 15:30:07

مداخلة الكاردينال فيلوني أمام المشاركين في مؤتمر دولي بعنوان "الإصغاء إلى آسيا"


ألقى الكاردينال فرناندو فيلوني، عميد مجمع تبشير الشعوب، مداخلة أمام المشاركين في مؤتمر دولي استضافته جامعة أوربانيانا الحبرية بروما بعنوان "الإصغاء إلى آسيا". تطرق نيافته في المداخلة إلى ظاهرة العولمة والتبدلات السريعة التي يشهدها مجتمعنا المعاصر على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي، وما تحمل معها هذه الظاهرة من انعكاسات على واقع الإيمان في القارة الآسيوية، وهذه المشكلة شكلت محور المداخلات التي تخللها المؤتمر الدولي على مدى ثلاثة أيام. ولفت الكاردينال فيلوني إلى أن كلمة "تحدي" تكتسب معنى إيجابيا أو سلبيا. فالناحية السلبية توحي بالانغلاق على الذات، ونبذ الآخر، وتبني مواقف دفاعية مضرة، تصل إلى حد العنف أحيانا. أما الناحية الإيجابية فتوحي بتقييم إيجابي للواقع، وتبني مواقف الانفتاح وقبول الآخر. هذا ثم توقف عميد مجمع تبشير الشعوب عند ضرورة الحوار كتحد للتقاليد الثقافية والدينية في القارة الآسيوية. وهذه الضرورة تنبع من التعددية التي تطبع هذه القارة، مع أنها تكون أحيانا عرضة لظاهرتي انعدام التسامح والتطرف. وذكّر بأن البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني كان يرى في الحوار أداة ووسيلة للتعرف على الآخر، وللإغناء المتبادل، ويجب ألا ينبع من مصالح محددة. والحوار الأصيل ـ تابع الكاردينال فيلوني يقول ـ لا بد أن يتميز بالقدرة على الإصغاء، بغية التعرف جيدا على هوية الطرف الآخر، وكي لا ترتكز هذه الهوية إلى المخيلة الشخصية أو الجماعية وهذا الحوار كفيل بتصحيح الأحكام المسبقة.  هذا ثم تطرق نيافته في المداخلة إلى خبرة الإيمان على هذا الصعيد، لافتا إلى التحديات التي يواجهها أتباع مختلف الديانات في العالم المعولم. ومن هذا المنطلق لا بد أن يتمثل الإسهام الذي تقدمه الأديان للمجتمع بالشهادة بشكل يعود بالفائدة على الفرد والجماعة. وهذا الأمر يعني أيضا الكنائس في آسيا، مع العلم أن الإيمان بالنسبة للكنائس ومؤمنيها يجب أن يرتكز إلى اللقاء الشخصي مع يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.