2013-03-30 15:04:18

رسالة الفصح للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي


وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي هذا السبت  رسالة الفصح 2013 بعنوان "تذكّر يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الاموات"، ومما جاء فيها: في عيد فصح المسيح، عيد عبوره بالبشرية إلى حياة جديدة، نعيش هذه السنة، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، أيّامًا قاتمة من الجوع والعنف والحرب والإرهاب والتهجير والقلق على المصير. لكن نور المحبّة والسلام المشعّ من قبر المسيح الفارغ، وقد دُحرج عنه الحجر الكبير، إنّما يدفع بنا جميعًا وبخاصّة المسيحيين إلى صخرة الرجاء بيسوع المسيح الذي أصبح سيّد العالم بموته وقيامته، وبه نوطّد حضورنا ورسالتنا. بالرغم من سلطة المال والسلاح والتسلّط، تبقى للمسيح الرب الكلمةُ الأخيرة، كلمة الحقيقة بوجه الكذب والتضليل، وكلمة المحبّة بوجه البغض والقتل، وكلمة السلام بوجه العنف والحرب. فإلينا وإلى كل واحد منا يتوجّه بولس الرسول بالتذكير الموجَّه لتلميذه طيموتاوس "تذكّر يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات". وأضاف البطريرك الراعي: إنه يذكّر العالم بانتصاره على الخطيئة والموت، وهو انتصار نهائي جعل منه انتصارًا لكلّ إنسان يسير في طريق الحقيقة والمحبة والسلام... ويُذكّر المسيحيّين بمعموديتهم التي أدخلتهم نهج موت المسيح وقيامته، وجعلتهم بالتالي شركاء في نبوءته لإعلان إنجيل الحقيقة والمحبّة والأخوّة في مجتمعاتهم؛ وفي كهنوته لمواصلة آلام الفداء في أجسادهم ولاستحقاق الغفران والمصالحة من الله الغنيّ بالرحمة؛ وفي ملوكيّته لإحلال العدالة، وتوطيد السلام ودحر قوى الشرّ... ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف البطريرك الراعي يقول: إنّ الكنيسة تحمل في جوهرها رسالة المصالحة، تعلنها وتعمل جاهدة على تغيير القلوب والتغلّب على الخطيئة وتفعل ذلك بخدمتها لكلمة الله والأسرار. وهكذا تعمل على تعزيز التفاهم بين الناس وإحلال العدالة والسلام في العائلة والمجتمع والوطن... وفي ضوء هذا التذكير، لا بدّ من التوجّه إلى حكّام الدول العاملين في الشأن السياسي، فنذكّرهم بأنّ سلطتهم إنّما تخضع للنظام الذي وضعه الله الخالق للعالم، وهو أن يعيش الناس والشعوب بسلام في أوطانهم، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض، وينعموا بالخير والعدل... وتابع البطريرك الراعي: لا يمكن القبول بالوصول إلى الفراغ في نظامنا السياسيّ. بل نُطالب بشدّة باستمرار السلطة الدستوريّة في حكومة أصيلة مسؤولة، ومجلس نيابي فاعل ومفعّل لصلاحيّاته، ومؤسّسات أمنية كاملة في كوادرها... فتعالَوا، أيها اللبنانيّون، لنتصارح ونتوافق على التغيير في إطار الدستور، وفي كنف السلام الوطني والتوافق والاستقرار، وضمن المؤسسات الدستوريّة... وإنّنا نناشد المتنازعين في سوريّا الذين يُمعنون في هدم منازل المواطنين الآمنين والمؤسسات والتاريخ وقتل الأبرياء بالعشرات يوميّا وتهجير السّكان بالملايين، نناشدهم رمي السلاح والمال الذي يمدّهم به الخارجُ الطامعُ في هدم سوريّا وسواها من البلدان العربيّة تباعًا، كما نرى هنا وهنالك. ندعوهم لأن يتّقوا الله في خلقه ويجلسوا إلى طاولة المفاوضات بجرأة وتجرّد وبطولة... وختم البطريرك الماروني مذكّرا بعنوان رسالته لعيد الفصح المجيد: "تذكّر يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات".








All the contents on this site are copyrighted ©.