2013-03-29 18:29:10

البابا يترأس الاحتفال برتبة سجدة الصليب. عظة الأب رانييرو كانتالاميسا


ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الخامسة من عصر الجمعة رتبة سجدة الصليب في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الجمعة العظيمة بحضور حشد غفير من الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، وتخللت الرتبة عظة ألقاها الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ القصر الرسولي تحت عنوان "مبرَّرون مجانا بواسطة الإيمان بدم المسيح". وقد استهل عظته بكلمات القديس بولس الرسول: "ذلك بأن جميع الناس قد خطئوا فحُرموا مجد الله، ولكنهم بُرّروا مجانا بنعمته، ويعود الفضل إلى الفداء الذي قام به يسوع المسيح، وجعله الله كفارةً في دمه بالإيمان ليظهر ما هو بره ... ويُظهِر بره في الزمن الحاضر ليكون بَرًّا ويبرَّ من يحيا بالإيمان بيسوع المسيح" (رومة 3، 23-26). وقال الأب كانتالاميسا: لقد بلغنا ذروة سنة الإيمان، هذا الإيمان المخلِّص الذي يتغلب على العالم. وبإمكاننا أن نتخذ اليوم أهم قرار في حياتنا، القرار الذي يشرع أمامنا أبواب الحياة الأبدية: وهو أن نؤمن! أن نؤمن بأن يسوع مات كفارة عن خطايانا وقام من الموت ليبرِّرنا. يمكن أن يشكل يوم الجمعة العظيمة ـ الذي نحتفل به في خضم سنة الإيمان ومع خليفة بطرس الجديد ـ بداية حياة جديدة. وعلينا ألا نختبئ كما فعل آدم بعد أن ارتكب خطيئته، يجب أن نقر بحاجتنا لأن نُبرّر. وعاد الأب كانتالاميسا إلى رسالة القديس بولس إلى أهل رومة التي يقول فيها رسول الأمم "فلما نلنا البرّ بالإيمان نعمنا بالسلام مع الله بفضل ربنا يسوع المسيح وبفضله أيضًا بلغنا بالإيمان إلى هذه النعمة التي فيها نحن قائمون ونفخر بالرجاء لمجد الله" (رومة 5، 1-2). تابع واعظ القصر الرسولي قائلا: من خلال المسيح المائت والقائم من الموت بلغ العالم هدفه الأخير، بواسطة المسيح الذي صعد ليجلس على يمين الآب بلغت البشرية هدفها الأخير، وبدأت بذلك السماوات الجديدة والأرض الجديدة، على الرغم من حالات البؤس والظلم الموجودة على هذه المعمورة. لقد انتصر يسوع على الشر بصورة نهائية من خلال عمل الفداء وبدأ بذلك العالم الجديد. لقد دخل يسوع عالم الموت وخرج منه فاتحا بابا لا يستطيع أن يغلقه مخلوق فأصبح الموت جسر عبور باتجاه الحياة الأبدية. تابع الأب رانييرو كانتالاميسا عظته قائلا إن العالم الجديد هو للجميع لأن المسيح مات من أجل كل البشر. لذا فمن الأهمية بمكان أن نعلن بشارة الإنجيل على العالم كله ونقول لكل إنسان إنه "فليس بعد الآن من هلاك للذين هم في يسوع المسيح لأن شريعة الروح الذي يَهَب الحياة في يسوع المسيح قد حررتني من شريعة الخطيئة والموت" كما يقول القديس بولس (رومة 8، 1-2). لقد أسند المسيح إلى كنيسته رسالة هامة ألا وهي أن تنقل البشرى السارة إلى كل الخليقة. إن الكرازة بالإنجيل هبة متأتية من صليب المسيح الذي تفيض منه المحبة لتبلغ الخليقة كلها. الكرازة المسيحية ليست بروباغندا إنما هي هبة الله للعالم بواسطة ابنه يسوع. في ختام عظته سأل الأب كانتالاميسا الروح القدس ـ في الوقت الراهن حيث تُقبل الكنيسة على مرحلة جديدة ـ أن يوقظ في قلوب من ينتظرون الرسالة الرغبة في جعلها تصل إليهم حتى ولو كلفهم الأمر التضحية بحياتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.