2013-03-22 15:31:04

قداسة البابا فرنسيس يلتقي أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي ويسطر ضرورة مكافحة الفقر المادي والروحي في عالم اليوم


استقبل قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي. ووجه لضيوفه كلمة استهلها شاكرا عميد السلك الدبلوماسي جان كلود ميشيل، سفير إمارة موناكو، على الكلمة التي وجهها له باسم جميع الحاضرين ولفت قداسته إلى أنه يرغب من خلال هذا اللقاء أن يعانق العالم رمزيا، قائلا للدبلوماسيين: من خلالكم التقي مع شعوبكم وهكذا أتمكن إلى حد ما من الوصول لكل واحد من مواطنيكم مع أفراحه وأشجانه، مع تطلعاته وآماله. بعدها أكد الحبر الأعظم أن حضور هذا العدد الكبير من السفراء يشير إلى أن العلاقات القائمة بين الكرسي الرسولي والدول التي يمثلون مثمرة وتشكل فرصة من أجل خير البشرية. وأكد البابا أن الكرسي الرسولي يهتم بخير كل إنسان موجود على سطح هذه الأرض. وأضاف أن أسقف روما يمكن أن يبدأ خدمته ويعي أنه يستطيع الاعتماد على صداقة ومحبة البلدان التي يمثلها السفراء. كما عبر البابا عن أمنيته بأن يشكل هذا اللقاء مناسبة لإطلاق مسيرة مع دول لم تقم حتى اليوم علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي. بعدها أشار البابا إلى وجود أسباب عدة حملته على اختيار اسم فرنسيس، مُفكرا بالقديس فرنسيس الأسيزي، وقال إن أول الأسباب يكمن في محبة القديس فرنسيس للفقراء، موضحا أن الكنيسة حاولت دائما، وعلى مثال هذا القديس، تقديم الرعاية والحماية في كل بقاع الأرض لكل من يتألم بسبب العوز، خاصا بالذكر المرضى والأيتام والمشردين وجميع الأشخاص المهمشين وهذا النشاط يساهم في بناء مجتمع أكثر إنسانية وعدلا. تابع البابا يقول: هنالك أيضا فقر من نوع أخر. إنه الفقر الروحي لعصرنا وتعاني منه أيضا البلدان التي تُعتبر أكثر ثراء. وهذا ما سماه سلفي بندكتس السادس عشر بـ"دكتاتورية النسبية" التي تجعل من كل فرد مقياسا لنفسه مُعرِّضة للخطر التعايش بين البشر. بعدها أكد البابا أن السلام الحقيقي لا وجود له بدون الحقيقة وقال: لن يحل السلام إذا حاول كل فرد الحصول فقط ودائما على حقوقه الفردية بدون الاهتمام بخير الآخرين وخير الجميع. ثم توجه البابا إلى السفراء قائلا: أرغب في أن يساهم الحوار بيننا في بناء جسور بين البشر ليتمكن كل واحد من أن يجد في الآخر لا عدوا ولا خصما ولكن أخا يلاقيه ويعانقه! هذا ثم أشار البابا إلى الدور الذي تضطلع به الأديان في هذا الإطار قال: لا يمكن بناء جسور بين البشر من خلال إهمال الله. والعكس هو أيضا الصحيح: فلا يمكن عيش علاقات حقيقة مع الله من خلال ازدراء الآخرين. ولأجل هذا فمن الأهمية بمكان تكثيف الحوار أيضا بين الأديان. وأضاف: أفكر أولا في الحوار مع الإسلام، فقد قدّرت جدا حضور العديد من القيادات المدنية والدينية أثناء قداس بدء خدمتي والتي جاءت كممثلة للعالم الإسلامي. بعدها دعا البابا فرنسيس كل الدول الممثلة بالسفراء الحاضرين إلى المشاركة في مسيرة ترتكز إلى محاربة الفقر المادي والروحي، وبناء السلام وتشييد الجسور. ختاما شكر الحبر الأعظم أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي على العمل الذي يقومون به بالتعاون مع أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان من أجل بناء السلام وتشييد جسور الصداقة والإخوة.








All the contents on this site are copyrighted ©.