البابا فرنسيس حبرًا أعظم أتى من أقاصي العالم

"تعلمون أن واجب الكونكلاف اختيار أسقف روما. ويبدو أن إخوتي الكرادلة شاؤوا أن يأتوا به من أقاصي العالم. أشكركم على استقبالكم: استقبال أبرشية روما لأسقفها. أريد بداية أن أصلي من أجل بندكتس السادس عشر أسقفنا الفخري. نرفع الصلاة معا كي يباركه الرب وتحفظه السيدة العذراء."

وبعد أن صلّى البابا فرنسيس صلاة الأبانا والسلام عليك يا مريم، أضاف قائلا: "نبدأ الآن هذه المسيرة، أسقف وشعب، مسيرة كنيسة روما التي ترأس بالمحبة كل الكنائس، مسيرة أخوّة ومحبة وثقة بيننا. فنصلّ دائما من أجل بعضنا البعض. ونصلي أيضا من أجل العالم بأسره كي تكون هناك أخوّة كبيرة.. آمل بأن تكون هذه المسيرة مثمرة للبشارة في هذه المدينة الرائعة الجمال. والآن وقبل أن أمنحكم بركتي، أطلب إليكم أن ترفعوا الصلاة للرب كي يباركني".

بهذه الكلمات توجه خليفة بطرس الجديد، البابا فرنسيس إلى المؤمنين الذين غصّت بهم ساحة القديس بطرس، مساء الأربعاء الموافق تاريخ الثالث عشر من آذار مارس  2013 بعد أن أطل من على شرفة البازيليك الفاتيكانية.

هذا وكان الدخان الأبيض قد تصاعد من مدخنة كابلة السكستين عند الساعة السابعة والدقيقة السادسة من مساء الأربعاء معلنًا انتخاب الكرادلة المائة والخمسة عشر للحبر الأعظم الجديد، خليفة القديس بطرس السادس والستين بعد المائتين.

وما إن تصاعد الدخان الأبيض حتى بدأت أجراس البازيليك الفاتيكانية تُقرع ابتهاجا، وتوافد المؤمنون بالآلاف إلى ساحة القديس بطرس، ليلتقوا برأس الكنيسة الجديد ويرفعوا الشكر لله على عنايته الوالديّة بالكنيسة وبشعبه. وفي تمام الساعة الثامنة والدقيقة الثانية عشرة أطلّ الكاردينال الأول بين الكرادلة الشمامسة الكاردينال الفرنسي جان لوي توران من على شرفة البازيليك الفاتيكانية وتفوه بالعبارة الشهيرة "أبيموس بابام"،" أي "لدينا بابا".  

خورخي ماريو برغوليو هو البابا الجديد. اتّخذ اسم فرنسيس

ولد قداسة البابا فرنسيس في السابع عشر من كانون الأول ديسمبر من العام 1936. من الرهبنة اليسوعية. سيم كاهنا في الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر 1969، وأسقفا في السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1992. عُين رئيس أساقفة على بوينوس آيريس في الثامن والعشرين من شباط فبراير 1998. ترأس مجلس أساقفة الأرجنتين بين عامي 2005 ـ2011. عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في كونسيستوار الحادي والعشرين من شباط فبراير من العام 2001. هو عضو في المجامع التالية: العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار؛ الإكليروس؛ معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو عضو في المجلس البابوي للعائلة.

وفي ضوء هذا الحدث التاريخي نعود معًا للتأمل في الكتاب المقدّس: يخبر لوقا الإنجيلي:"أَنا بينَكم كالَّذي يَخدُم" من هنا نفهم المعنى البيبلي لانتخاب البابا من قبل مجمع الكرادلة. إذ لا يمكن للكنيسة أن تكون في المسيح من دون بطرس، رأسها وأساسها، إنه نائب المسيح، والرأس المنظور للكنيسة كلّها. لقد وضع السيّد المسيح في الكنيسة، لرعاية شعب الله وإنمائه، خدمًا مختلفة تهدف إلى خير الجسد كلّه. فالخدام الذين يتمتّعون بالسلطة المقدسة، يخدمون إخوتهم حتى يصل إلى الخلاص كل الذين هم من شعب الله. ولقد بنى المسيح الكنيسة المقدّسة بإرساله رسله كما أرسله الآب وحفاظًا على وحدتها أقام القديس بطرس على رأس الرسل واضعًا بشخصه مبدأ وأساسًا دائمين ومنظورَين للوحدة في الإيمان والشركة.