2013-03-07 15:13:46

احتفال تنصيب بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو


احتفلت الكنيسة الكلدانية يوم أمس الأربعاء بتنصيب بطريركها الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو في كنيسة مار يوسف في الكرادة ـ بغداد وسط حضور حكومي وديني واسع وألقى غبطته كلمة استهلها بالقول إني أَشكركم من صميم فؤادي على حضوركم ومشاركتكم الحارة في تنصيبي. أَنا، أَخاكم لويس الذي يشارككم في الشدّة والملكوت والثبات في يسوع (رؤيا 1/9)... جئتكم راغبًا أن اخدمكم حتى بذل الذات وأحمل شعاري الذي يشكل مسيرتي: الاصالة والوحدة والتجدد، لأن العالم من حولنا تغيَّر ونحن يجب أن نتغير وعلى الكنيسة أن تتجدد... من منطلق أن كنيستنا الكلدانيّة هي أكبر الكنائس المسيحية في العراق، أعرب عن رغبتي الصادقة والتزامي المطلق بالسعي مع كنيسة المشرق الاشورية الشقيقة والكنائس الاخرى، وخصوصًا من خلال مجلس رؤساء الطوائف المسيحية لتحقيق وحدة المسيحيِين التي صلى من أجلها يسوع المسيح كيْ نشهد معا لمحبته وغفرانه وخلاصه، ومع مجلس البطاركة الكاثوليك أتمنى أن ندرس كيفية تطبيق توجيهات الارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط" في واقعنا المحلي الحالي لتقوية الشركة بيننا وعيش الشهادة. ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية بابل الكلدانية، أضاف البطريرك ساكو: سأعمل مع إخوتي المسلمين والايزيديين والصابئة المندائيين من أجل توطيد أسس العيش المشترك وإرساء قيم العدالة والحرية والمساواة، مؤكدا التزامي بالحوار مع اخوتي الاجلاء علماء الدين المسلمين شيعة وسنة... واليوم انطلاقا من رسالتنا الدينية السمحاء والمنفتحة ومن أُخوَّتنا في الخلق، أجدد عزمي بالتواصل معهم في نشر ثقافة السلام والالفة والأخوة والاحترام المتبادل والتعاون فتغدو كنائسنا وجوامعنا وحسينيّاتنا مراكز اشعاع روحي وانساني. وبهذا النهج يتحقق مجد الله وتكون لنا الطوبى التي أعطاها المسيح "لصانعي السلام"... نحن ككنيسة لسنا بعيدين عن الاحداث بل نرافقها باهتمام وصلاة، ولا نبحث عن امتياز أو منفعة ذاتيّة، إنما نبغي بناء جسور من المحبة والتعاون مع كل المكونات الدينية والاثنية لتعزيز العيش المشترك وتوفير شروط الكرامة الانسانية للجميع. ومن منطلق وطني وانساني أناشد الجميع حكوميين وسياسيين احتكام لغة الحوار والاعتدال والوفاق، وتجنب كافة اشكال التعصب والتنابذ والكراهية والعنف. فالسنوات الماضية كانت مليئة بالاحداث والاخطار ولا يزال شبح الخوف والقلق والموت يخيم على أهلنا وهذا لن ينتهي الا بتكاتفنا ومحبتنا واخلاصنا وتعاوننا وولائنا للوطن وحدَه. يكفي دماء ودمار. إن العظمة الحقيقية هي في الخدمة والتضحية وترسيخ ما هو خير وحق وشريف وليس من خلال التسلط... وتابع البطريرك ساكو كلمته قائلا السلام مشروع يتكامل ويتناغم عندما يشعر كل واحد من طرفه بالمسؤولية ويوسع افاقه لتشمل الجميع دون تفرقة. بالمحبة وبالعودة إلى بعضنا البعض نسير على طريق السلام والحياة والازدهار عندها سنتخلص من مشاكل عديدة. صلاتنا وأملنا أن يعود السلام والأمان والاستقرار عاجلا إلى بلادنا المعذبة فتنهض روحيّا وعلميا واقتصاديا وعمرانيا واجتماعيا.وهنا اتوجه للمسيحيين بشكل خاص، وأقول لهم: اشكرهم لشهادتكم الحية للمسيح وتعلقكم بكنيستكم حتى في وقت المحن والتشرد. اعرف قلقكم وهواجسكم لكنني ادعوكم  لرفع حاجز الخوف عنكم وعيش الواقع بايمان ورجاء. انتم لستم اقلية طارئة في هذه البلاد، أنتم هنا منذ الفي عام وأنتم أصل البلاد. ومع المسلمين القادمين من الجزيرة العربية قد أسهمتم بجدارة في بناء الحضارة العربية والثقافة الاسلامية من خلال الترجمة والتأليف و"بيت الحكمة"... لا تنسحبوا او تهاجروا تحت اية ضغوطات كانت، هذه بلادكم وارضكم والاسهام ليس بالعدد، انما بالمواقف والعطاء. وإذا استمرّت الهجرة على هذه الوتيرة لا سمح الله، فسيأتي يوم يصبح فيه مسيحيو الشرق مجرد جزء من الذاكرة بعدما كانوا فيه شرارة الحياة. بقاء المسيحيين في أوطانهم وتواصلهم هي بالدرجة الاولى مسؤولية العرب والمسلمين. أطلب صلاتكم من اجلي لكي يعينني الرب على اتمام ما بدأه من سبقني على هذا الكرسي البطريركي، وأن احافظ على الايمان بأمانة وأنقل رسالة المسيح بنقاوة وأكمل مشيئة الله في حياتي وحياة الكنيسة التي اتمنني عليها.








All the contents on this site are copyrighted ©.