2013-02-28 11:12:26

البابا بندكتس السادس عشر وأفريقيا


تعددت ردود الأفعال العالمية على قرار الأب الأقدس التخلي عن الخدمة البابوية، لكنها اشتركت في تقديرها للآفاق الواسعة التي ميزت نظرة بندكتس السادس عشر إلى العالم وفي توجيه أحاديثه العميقة، والتي كان الإنسان وخيره الحقيقي محورها، إلى ضمائر الجميع دائما ودون استثناء.

إلا أن قارة بعينها شهدت الأصداء الأكبر لمواقف البابا، القارة الأفريقية التي تشعر بفخر واعتزاز لكونها محور اهتمام الأب الأقدس وبأن بندكتس السادس عشر كان بالنسبة لها صوتا صديقا في عالم تبدو الغلبة فيه للقوة وحدها. لم تتوفر رغم ذلك فرص كثيرة للقاء القارة الأفريقية بالبابا حيث شهدت حبريته زيارتين فقط عامي 2009 و2011 وتوجه إلى 3 دول هي الكاميرون وأنغولا وبنين، إلا أن قوة وزخم مواقف وكلمات الأب الأقدس المفعمة بالصدق وروح الصداقة والموضوعية الفريدة ميزا علاقته بهذه القارة.

كانت مواقف بندكتس السادس عشر هذه من أفريقيا واضحة منذ بداية حبريته حين أكد قرار يوحنا بولس الثاني عقد الجمعية الخاصة الثانية لسيندودس أساقفة القارة الأفريقية في الفاتيكان، وهو ما تم بالفعل عام 2009 وكان محور السينودس السلام والعدالة والمصالحة. تأكدت هذه المواقف خلال لقاءات بندكتس السادس عشر بالزعماء أو السفراء الأفارقة حيث كان يحث أفريقيا على استغلال ما يتوفر لديها من فرص في مقدمتها حيوية شعوبها وتدينها ومؤشرات إيمان متواصل بالله.

تلخصت دعوة البابا خلال زيارته بنين عام 2011 لتسليم الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا" وموضوعه "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام ـ أنتم ملح الأرض. أنتم نور العالم"، حين توجه إلى ساسة أفريقيا بهذه الكلمات: "لا تحرموا شعوبكم من الرجاء، لا تبتروا مستقبلها مشوهين حاضرها". دعا الإرشاد الرسولي أفريقيا لتكون بإيمانها موردا للعالم بكامله، ما يعني انفتاحا على العالم، على الشرق الأوسط الأكثر قربا وعلى الغرب البعيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.