2013-02-20 15:18:15

البابا بندكتس السادس عشر والأزمة الاقتصادية في ضوء الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة"


"إن الأزمة تجبرنا على إعادة تخطيط مسيرتنا وإيجاد أشكال التزام جديدة": كلمات كتبها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة" الصادرة في العام 2009 علما بأن النمو الإنساني المتكامل كان في زمن الأزمة الاقتصادية الخطيرة من بين أهم المواضيع التي طبعت حبرية يوزيف راتزينغر. فعلى خطى العقيدة الاجتماعية للكنيسة، ومنذ بدء خدمته البطرسية في نيسان أبريل من العام 2005، قدّم البابا بندكتس السادس عشر نظرته حول النمو الحقيقي للشعوب، ودعا الجميع للتحلي "بشجاعة التآخي".  وخلال لقاءاته العديدة، وفي ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها عالم اليوم، اعتبر الأب الأقدس أن تخطي هذا الوضع يتطلب جهدا مسؤولا من قبل الجميع، وشدد على ضرورة تخطي الأنانية والمصالح الخاصة، لمواجهة المصاعب التي تعيشها كل بيئة في المجتمع، لاسيما عالم العمل، وأكد البابا بالتالي على الحاجة لثقافة جديدة من التضامن والمشاركة المسؤولة من أجل بناء المستقبل... إن الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" الصادرة لأربع سنوات خلت تتضمن ذروة التعليم الاجتماعي للبابا بندكتس السادس عشر الذي يشدد على أهمية اقتصاد في خدمة الإنسان. فبعد مضي أربعين سنة على الرسالة العامة "ترقي الشعوب" يذكّر الأب الأقدس مجددا بضرورة النمو المتكامل للشعوب. وفي هذا الإطار، أشار بندكتس السادس عشر إلى أن الأزمة ليست اقتصادية فقط بل هي أزمة أخلاقية أيضا، وشدد على واجب العمل دوما من أجل الخير المشترك... وفي رسالته الأخيرة لليوم العالمي للسلام 2013 بعنوان "طوبى لصانعي السلام" دعا البابا بندكتس السادس عشر إلى نموذج جديد للنمو، وإلى تبني نظرة جديدة للاقتصاد، كي يكون النمو متكاملا، متضامنا ومستداما، وأكد في رسالته أيضا مع مطلع العام الجديد أن الأزمة الغذائية هي أكثر خطورة من الأزمة المالية... وهكذا يأمل البابا بندكتس السادس عشر "بعولمة التضامن"، ويؤكد أن من واجب المسيحيين التنديد بالشرور والشهادة للقيم التي ترتكز إليها كرامة الإنسان وتشجيع أشكال تضامن تعزز الخير العام، كي تصبح البشرية دائما وأكثر فأكثر عائلة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.