2013-02-07 14:51:56

رسالة الصوم 2013 للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي


نُشرت يوم أمس الأربعاء رسالة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لزمن الصوم 2013 استهلها بالقول إن الصوم الكبير رحلة عبور داخليّ نحو الفصح بالصوم والصلاة والصدقة، وهي أركان ثلاثة للحياة المسيحية مترابطة ومتكاملة، دعا إليها الرب يسوع، وحدّد شروطها بواحد: أن تكون فعل عبادة وحبّ لله بعيدا عن نظر الناس والتظاهر. وأشار البطريرك الراعي إلى أن القديس بولس الرسول يدعو لربط أمور الصوم والقطاعة بالمسيح وبجسده السرّي، الذي هو الكنيسة. وهذا الربط يعني الدخول في مدرسة التواضع الذي يعلمنا إيّاه يسوع المسيح، ويعني أيضا المشاركة في آلام المسيح التكفيريّة عن خطايانا الشخصية وخطايا جميع الناس؛ كما يعني تغليب الإرادة الحرّة على عبوديّة النزوات والتجارب والميول المنحرفة، ويقتضي هذا الربط أن نضمّ إلى ممارسة الصوم، الصلاة التي تجعل منه وممّا يرافقه من إماتة وتقشّف قرابين روحية وأفعال عبادة تستمدّ قيمتَها وقوَّتها من الليتورجيا الإلهية المعروفة بذبيحة القداس والصدقة بأفعال محبّة تجاه كل محتاج، مادّيا ومعنويّا وروحيّا بحيث يستطيع أن ينمو بشخصه نموًّا شاملاً... وأكد البطريرك الماروني أنّ حرمان الذات بالصوم عن المأكل والمشرب، يفتح القلب والعقل على المحتاج، فنعمل على مساعدته. أمّا الصلاة التي ترفع النفس والعقل والقلب إلى الله فإنّها تجعلنا نرى حاجات إخوتنا وإخواتنا، وبالتالي قال غبطته إن الصلاة والصوم هما أساس الصدقة ومصدر معناها وقيمتها، ويجعلانها كأنها معمولة حبّا بالله، ولشخص المسيح: "كنت جائعًا فأطعمتموني"... ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أشار البطريرك الراعي في رسالته إلى أنّ صيامنا وصلاتنا وتأملنا بكلام الله وسيلةٌ ومناسبة، في زمن الصوم، للإنتصار على تجارب الشيطان التي هي في أساس كلّ شر فينا وفي مجتمعنا وفي العالم. وهكذا ننعم بثمار الفداء والخلاص. من أجل هذه الغاية، أضاف البطريرك الراعي يقول في رسالته، ندعوكم لممارسة سرّ التوبة والمشاركة في ليتورجيّات التوبة والمصالحة التي تنظمها الرعايا والأديار والمؤسسات الكنسيّة، وندعو المتخاصمين إلى المصالحة، وفتح صفحة جديدة في العيش معا، إخوة وأخوات، وأبناء وبنات لله... وفي إشارة للاحتفال "بسنة الإيمان" التي أعلنها البابا بندكتس السادس عشر، قال البطريرك الماروني إن "سنة الإيمان" تدعونا للتعمّق في إيماننا المسيحي أكثر فأكثر وللقاء الشخصي بيسوع المسيح مبدأ إيماننا وطريقنا الى الله الأب بالروح القدوس... ولا بدّ من التركيز على قراءات من الكتاب المقدس، وبخاصّة قراءة إنجيل القديس لوقا للإضاءة على سرّ المحبة والرحمة في شخص يسوع المسيح، وكتاب أعمال الرسل للولوج في مسيرة سرّ الكنيسة. وأضاف أن "سنة الإيمان" تقتضي منا أيضا التعمّق في العقائد المسيحيّة الأساسيّة وبخاصّة في سرّ الثالوث الأقدس والتجسّد والفداء والتقديس، وفي أسرار الكنيسة الخلاصيّة السّبعة، وفي وصايا الله والحياة الأخلاقيّة. إنّ زمن الصوم الكبير ـ قال البطريرك الراعي ـ يوفر الإطار المناسب لإطلاق "سنة الإيمان". وإنّنا لعلى يقين من أنّها ستُسهم إسهامًا كبيرا في بزوغ ربيع حقيقي مسيحي وعربي في بلدان الشرق الأوسط... إنّنا نرفع نظرنا إلى أمّنا وسيدتنا مريم العذراء، أمّ الكنيسة ونجمة الكرازة الجديدة بالإنجيل، الساطعة من هذا الشرق، لنقتدي بسرّ اتّحادها الكامل بالثالوث القدّوس، وقد أضحت، بتدبيرٍ إلهي، إبنة الآب، وأمّ الابن وعروسة الروح القدس. ونسألها أن تقود خطانا في هذا الصوم المبارك وسنة الإيمان إلى ابنها فادي الإنسان ومخلّص العالم، راجين أن نعبر، بنعمة موته وقيامته، إلى حياة جديدة، وأن تعبر أوطاننا في هذا الشرق، إلى ميناء السلام العادل والدائم، تمجيداً للإله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.