البابا تواضروس الثاني يؤكد أن الأقباط في مصر ليسوا أقلية ويوجه الانتقادات إلى النظام الحاكم

وجه بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني انتقادات حادة إلى القيادة الإسلامية في مصر واصفا الدستور الجديد بـ"التمييزي" وداعيا إلى عدم معاملة المسيحيين كأقلية. جاء الإعلان عن هذا الموقف في تصريحات عكست موقفا سياسيا غير اعتيادي على حد قول المراقبين. رفض البابا تواضروس الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس المصري محمد مرسي لتوسيع قاعدة صنع القرار، إزاء اتهامه بالسعي إلى وضع السلطة في أيدي جماعة "الأخوان المسلمين". إزاء إعلان معظم الأحزاب السياسية في مصر عن رفضها المشاركة في الحوار الوطني قال البابا تواضروس الثاني في حديث لوكالة "أسوشييتد برس": إننا مستعدون للمشاركة "في أي حوار وطني نرى فيه فائدة للوطن، لكن عندما نرى أن الحوار ينتهي قبل أن يبدأ وأن أيا من نتائجه لا تُنفذ ندرك أنه لا يخدم الوطن". وفيما يتعلق بالأقباط الذين يشكلون نسبة عشرة بالمائة تقريبا من مجموع عدد السكان قال البابا تواضروس الثاني "إننا جزء من تراب هذه الأمة. نحن أقلية بالمعنى العددي، لكننا لسنا أقلية من حيث القيم والتاريخ والتفاعل وحب الوطن". وأشار إلى أن "الرابط الوحيد المشترك بين المصريين هو أنهم جميعهم مواطنون" لافتا إلى أن "الدستور ـ وهو قاعدة كل القوانين ـ يجب أن يكون تحت مظلة المواطنية لا تحت مظلة دينية". وختم قائلا "بعض بنود الدستور حُرّفت نتيجة ميل ديني وهذا الأمر بذاته يُعتبر تمييزا لأن الدستور يُفترض أن يوحد لا أن يفرق".