خطاب قداسة البابا إلى أعضاء محكمة الروتا الرومانية لمناسبة افتتاح السنة القضائية

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت أعضاء محكمة الروتا الرومانية لمناسبة افتتاح السنة القضائية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة مسهبة توقف فيها عند العلاقة بين الإيمان والزواج التي تتخذ معنى عميقا على الصعيد اللاهوتي ومن هنا ـ قال البابا ـ تبرز ضرورة أن يولي الزوجان اهتماما كبيرا بالبعد الروحي للعلاقة الزوجية. وهذا الأمر كان قد شدد عليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال لقائه أعضاء محكمة الروتا الرومانية لعشر سنوات خلت. بعدها أكد البابا أن الثقافة المعاصرة تطرح تحديات كبيرة أمام الزواج والعائلة لافتا إلى أن الانفتاح على الله يسمح للإنسان بفهم الحياة الزوجية والعائلية بصورة أفضل. فالإيمان بالله، الذي تدعمه النعمة الإلهية، يشكل عاملا أساسيا لعيش الأمانة الزوجية. بعدها أشار البابا إلى وجود قديسين وقديسات عاشوا الاتحاد الزوجي والعائلي من وجهة النظر المسيحية، وتمكنوا من تخطي المراحل الأشد صعوبة، من خلال الحب المرتكز إلى الثقة الصلبة بالله وبواسطة حياة أسرارية قوية. وشدد الأب الأقدس على أن الإيمان ضروري من أجل تحقيق خير الزوجين الكامن في البحث عن مصلحة الشخص الآخر ولفت إلى أنه من خلال عيش المحبة يصبح الإنجيل واقعا معاشا، لا مجرد كلمات. وهذا الأمر ينطبق على المجتمع ككل وعلى الحياة الزوجية والعائلية أيضا، لأن الإيمان ينمّي ويقوي حب الزوجين، ويترك فسحة لحضور الله ـ الثالوث الأقدس ـ في حياتهما ويجعل من الحياة الزوجية المعاشة بهذه الطريقة "بشرى سارة" أمام العالم كله. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الصعوبات التي تواجَه على الصعيدين القانوني والعملي ومن هذا المنطلق سأل الله أن يعاون أعضاء محكمة الروتا الرومانية وجميع الأشخاص، داخل الكنيسة، الساعين إلى الحفاظ على الرباط المقدس للزواج، والدفاع بالتالي عن العائلة المسيحية. وأوكل البابا ضيوفه إلى شفاعة العذراء مريم، أم المسيح، والقديس يوسف الذي أطاع بصمت مخطط الله الخلاصي ثم منح الكل بركاته الرسولية.