2013-01-17 14:59:04

كلمة البابا إلى وفد مسكوني من فنلندا يزور روما لمناسبة عيد القديس هنريك


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان وفدا مسكونيا من فنلندا يقوم بالزيارة التقليدية إلى روما لمناسبة عيد القديس هنريك شفيع فنلندا. وجه البابا لضيوفه كلمة أشار في مستهلها إلى أن هذه الزيارة الهامة تأتي قبيل بدء الاحتفال بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي يجري هذا العام تحت شعار مأخوذ من كلمات النبي ميخا "ما يطلب منا الرب" (ميخا 6: 6-8). ويضيف البابا أن النبي ميخا يؤكد لنا أن الرب يريد منها أن "نجري الحكم ونحب الرحمة ونسير بتواضع مع إلهنا". إن زمن عيد الميلاد الذي احتفلنا به للتو ـ تابع بندكتس السادس عشر يقول ـ يذكّرنا بأن الله رافقنا مند البداية، وفي ملء الأزمنة تجسد ليخلصنا من خطايانا وليقود خطانا باتجاه القداسة والعدالة والسلام. وشدد البابا على ضرورة السير بتواضع إلى جانب الرب إلهنا والانصياع لكلمته المحيية بثقة. هذه هي الصورة التي يجب أن ترافقنا خلال مسيرتنا المسكونية في الطريق المؤدية إلى الوحدة التامة والمنظورة بين جميع أتباع المسيح. إننا مدعوون للسير معا على طريق التلمذة مع السير أيضا في درب الأمانة لمشيئة الله ومواجهة جميع العراقيل والصعوبات التي تعترض سبيلنا. إن السير قدما في طريق الشركة المسكونية ـ مضى الحبر الأعظم إلى القول ـ يتطلب منا أن نكون متحدين بواسطة الصلاة، والالتزام أكثر فأكثر في التفتيش عن القداسة، وفي مجال البحث اللاهوتي والتعاون لخدمة مجتمع يرتكز إلى الأخوة والعدالة. على الطريق المسكونية الروحية هذه نسير فعلا إلى جانب الله ونسير أيضا الواحد إلى جانب الآخر بعدالة ومحبة. كما أن الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير يؤكد أنه عندما يقبلنا الله ننال الروح القدس الذي يجدد قلوبنا ويدعونا إلى القيام بالأعمال الخيّرة. تابع البابا خطابه إلى الوفد المسكوني الفنلندي يقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، آمل أن تساعدكم زيارتكم لروما على تقوية وتعزيز العلاقات المسكونية بين جميع المسيحيين في بلادكم. ولنرفع الشكر لله على كل ما تم انجازه حتى اليوم ولنصلي أيضا كي يقود روح الحق أتباع المسيح في فنلندا باتجاه مزيد من المحبة والوحدة فيما يسعون جاهدين للعيش معا في ضوء رسالة الإنجيل التي تنير جميع القضايا الخلقية والأدبية التي تطرحها مجتمعاتنا المعاصرة. وختم البابا قائلا: من خلال السير معا في درب العدالة والرحمة والصلاح التي دلنا عليها الله، لن يعيش المسيحيون في الحقيقة وحسب بل يكونون أيضا خميرة فرح ورجاء لجميع الرجال والنساء الذين يبحثون عن نقاط مرجعية هامة في عالمنا المطبوع بالتحولات الجذرية. هذا ثم أكد الحبر الأعظم قربه من ضيوفه بواسطة الصلاة في مطلع هذا العام الجديد، وسأل المسيح مخلصنا أن يمنح الجميع الحكمة والنعمة والسلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.