2013-01-07 15:06:10

في عظته مترئسا قداس عيد الدنح البطريرك الماروني يدعو للعيش بسلام مع الله والذات


في عظته مترئسا قداس عيد الدنح في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي إننا نهنئكم جميعًا بعيد معمودية يسوع التي تذكّرنا بمعموديتنا، التي منها هويتنا المسيحية ورسالتنا. الهوية هي ولادتنا الثانية من الماء والروح، وقد جُعلنا خلقا جديدا إذ صوّرنا الروح القدس على شبه المسيح، فدُعينا "مسيحيين". بهذه الولادة الجديدة أصبحنا أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، ما يعني أن المسيح حاضر في المجتمع من خلالنا، نحن أعضاء جسده الروحيّين، ويواصل عمله الخلاصي بواسطتنا. كما تعني عضويتنا في جسد المسيح الالتزام بالشركة في بُعدَيها: العمودي أي الاتّحاد مع الله بالمسيح، والأفقي الوحدة بين جميع الناس. أمّا الرسالة فهي الشهادة لمحبة المسيح بالأفعال والمبادرات والمواقف. وأضاف البطريرك الراعي أن الهوية والرسالة هما الشركة والشهادة موضوع الإرشاد الرسولي الذي تسلّمناه من يد قداسة البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته التاريخية إلى لبنان في أيلول سبتمبر الفائت، ويؤكّد هذا الإرشاد أن هوية الشركة تقتضي منا، نحن اللبنانيين وأبناء هذا الشرق أن نعيش بسلام مع الله والذات ومع بعضنا البعض. وهذا يقتضي منّا الإرتداد إلى الله من أجل أن نعيش الغفران والمصالحة في محيطنا الاجتماعي، فنصبح هكذا أبناء الله بحكم المعمودية ومسحة الميرون، وبالعيش في سلام مع الآخر المختلف بتواضع وصبر... وأضاف البطريرك الراعي: هذه هي ثقافتنا المسيحية، أن نعزّز روح الإخاء والوحدة، وننبذ العداوة والانقسام. ثقافة نعمل على تطبيقها، كرسالة يحتاج إليها مجتمعنا اللبناني ومجتمعاتنا في الشرق الأوسط. إننا ندعو المسيحيين، ولاسيما الذين يتعاطون الشأن السياسي العمل بمقتضيات معموديتهم، بشجاعة ومن دون خوف من الناس، أو من التضحية ببعض المصالح الشخصية والفئوية التي تبقى صغيرة جدا أمام كبر نتائج المصالحة والتلاقي والحوار وتوطيد أواصر الشركة والوحدة. كيف يمكن أن أكون مسيحيّا، وأعيش في حالة الانقسام والعداوة أو أحرّض عليهما، أو لا أعمل على إصلاحهما؟. العمل السياسي هو "الطريق الصعب لعيش الالتزام المسيحي في خدمة الآخرين"، على ما قال المكرّم البابا بولس السادس. فهو يقتضي الوحدة في حياة رجل السياسة بحيث يجمع بين الإيمان المسيحي والحياة، بين العلم والوحي الإلهي، ويتمّم واجباته الزمنية منقاداً لروح الإنجيل... ربّنا يسوع المسيح يدعونا إلى حوار الحقيقة والمحبة، على مثاله فلنسمع له... اللبنانيون بحاجة إلى حوار على الصعيد الوطني. فمن حقّهم أن تقوم حكومة قادرة وفاعلة تبني الوحدة وتُحقّق المصالحة الوطنية، وأن يُوضع قانونٌ جديد للانتخابات عادل ومنصف يضمن لهم حقّ الاقتراع الحر وانتخاب ممثليهم وإمكانية مساءلتهم ومحاسبتهم من دون أن يُفرضوا عليهم فرضا... نرفع صلاتنا اليوم إلى الله، في تذكار معموديّة يسوع والظهور الإلهي، من أجل المسيحيين كي يعيشوا مقتضيات معموديتهم، هوية ورسالة، "شركة وشهادة"؛ ومن أجل المسؤولين المدنيين والسياسيين ليمارسوا عملهم في خدمة الخير العام بتجرد وشفافية وإخلاص...








All the contents on this site are copyrighted ©.