في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتمنى أن يكون العام الجديد مسيرة سلام للجميع

ظهر اليوم، وفي أعقاب الاحتفال بالقداس الإلهي أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء أتمنى لكم عاما طيبا! في اليوم الأول من العام 2013 أود أن أوصل بركات الله إلى رجال ونساء العالم كافة مكررا العبارات الواردة في سفر العدد "يباركك الرب ويحفظك، ويضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك، ويرفع الرب وجهه نحوك. ويمنحك السلام". كما أن نور الشمس ودفأها يباركان الأرض، يبارك الله بنوره ودفئه البشرية عندما يشع وجهه عليها. وهذا ما حصل من خلال ميلاد يسوع المسيح! لقد أشع الله بوجهه علينا: في البداية حصل هذا بطريقة متواضعة جدا في بيت لحم وكان شهودا على هذا الحدث يوسف، مريم وبعض الرعاة. بعدها انتشر نور المسيح ليُشع في كل مكان. خلال حياته الأرضية أشع يسوع الناصري وجه الله على الأرض المقدسة، ثم وصل إنجيل السلام إلى الشعوب كافة بواسطة الكنيسة التي يحركها روحه. بعد ثمانية أيام على الاحتفال بعيد الميلاد، تُظهر الكنيسة الطفل يسوع ـ أمير السلام ـ إلى العالم كله، كما فعلت العذراء مريم، وتحتفل باليوم العالمي للسلام. نعم، هذا الطفل الذي هو كلمة الله المتجسد، جاء ليحمل للبشر سلاما لا يستطيع العالم أن يعطيه. أراد أن يدمّر جدران العداوة.  وعندما أعلن التطويبات من على شاطئ بحر الجليل، قال "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون". من هم صانعو السلام؟ هم الأشخاص الساعون يوميا إلى الانتصار على الشر بواسطة الخير، وقوة الحقيقة، بسلاح الصلاة والغفران، والعمل الجيد والنزيه، والبحث العلمي لصالح الحياة، وأعمال رحمة جسدية وروحية. صانعو السلام هم كالخميرة في العجين، يساهمون في نمو البشرية وفقا لمخطط الله. فلنسأل مريم العذراء أم الله، في مطلع العام الجديد أن تباركنا كما تبارك الأم أبناءها المستعدين لسفر طويل. العام الجديد هو بمثابة سفر يرافقنا فيه نور الله ونعمته، ونتمنى أن يكون مسيرة سلام لكل إنسان وعائلة، ولكل بلد وللعالم كله. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي تقدم البابا بأحر التمنيات إلى رئيس الجمهورية الإيطالية والأمة كافة، بالإضافة إلى باقي المسؤولين الذين بعثوا إليه برسائل التهنئة. كما جدد تحياته الحارة للشبان الذين قدموا إلى روما للمشاركة في اللقاء الأوروبي لجماعة تيزيه، وذكر المسيرة التي نظمتها صباح اليوم في روما جماعة سانت إيجيديو لمناسبة اليوم العالمي للسلام. بعدها وجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم وتمنى للكل عاما سعيدا.