2012-12-27 13:32:16

رسالة عيد الميلاد لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي


بدأ غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي رسالة عيد الميلاد هذا العام مؤكدا عظمة الميلاد والاحتفال بـ "سرّ الحبّ الإلهي في تأنُّس كلمة الله في أحشاء مريم البتول بقوة الروح القدس. لا نجرؤ حتى على تصوّره، ولكنّنا آمنّا به لأنّ لا مستحيل لدى الله، ولأنّنا نؤمن بجدّية الوحي الذي كشف لنا أنّ الله بادر مراراً لعرض شركة حميمة مع الإنسان".

استعرض غبطة البطريرك في رسالته ما يعنيه عمانوئيل، فهو الخلاص حيث "كانت البشرية تنتظر هذا المولود العجيب، منذ نشأتها. وبعد أن سقط الإنسان الأوّل في وهدة المعصية، جاء وعد الله بأن يرسل إليه مخلّصاً". وأضاف: "كان الشعب المختار ينتظر في الواقع هذا المخلّص منذ زمنٍ بعيد، وكانوا يتمثّلونه محارباً سيتغلّب محقّقاً النصر على أعدائه بالحديد والنار، ويحرّر الشعب من محتلّيه. ولكنّه كان غير ما كانوا ينتظرون. وفي نظرنا، نحن المؤمنين بعظمة الحبّ الإلهي، فإنّ شوق الشعب المختار إلى المسيح المخلّص، هو توق الإنسانية جمعاء للكشف عن سرّ علاقة اللامتناهي بالخليقة التي أبدعها".

عمانوئيل هو أيضا الفرح والرجاء والسلام "لأنه قد وُلد لنا ولدٌ، أُعطي لنا ابنٌ، فصارت الرئاسة على كتفه، ودُعي اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً جبّاراً، أبا الأبد، رئيس السلام (أشعيا  5: 9). أجل، إنّ عيد الميلاد هو ينبوع فرحٍ، ومَعين رجاءٍ، ووعدٌ بالسلام". وهو أيضا التواضع والعظمة "فمنذ الدقيقة الأولى لوجوده بيننا، شاء كلمة الله أن يعطينا أمثولةً في التواضع، والزهد بمقتنى الدنيا، وغناها". واستعار البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان كلمات الأب الأقدس في كتابه "يسوع الناصري": عندما وُلد الطفل يسوع في ما بيننا، فلا يجدنّنا ذاهلين أو متشاغلين بتزيين بيوتنا بالأضواء. فلنُعدَّ بالأحرى في أذهاننا وعائلاتنا مسكناً لائقاً يشعر فيه بأنه مقبولٌ عندنا بإيمانٍ ومحبة".

تحدثت الرسالة أيضا عن عمانوئيل الأمانة والوحدة والعزاء مشيرة إلى الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وإلى سينودس الأساقفة العام حول موضوع الكرازة الجديدة.

ثم انتقل غبطة البطريرك إلى الحديث عن الشرق والعالم العربي مشددا على أن الكنيسة في هذه الفترة التي تشهد مزيجا من حزن وأسى "لا تتلوّن بنظامٍ سياسي، ولا تدعم هذا أو ذاك من الفرقاء المتنازعين في أيّ بلد، فهي تدين الكراهية والعنف والإقصاء". وتحدث عن دول بعينها في مقدمتها "سوريا الجريحة" حيث قال "لا يسعنا إلاّ أن نرافق بالصلاة والدعاء أبناءنا وبناتنا في جميع أبرشيات كرسينا السرياني الأنطاكي في سوريا"، وأضاف: "نصلي من أجلهم ومن أجل جميع إخوتهم المواطنين الآخرين، إلى أيّ طائفةٍ أو مذهبٍ انتموا".

أشار غبطة البطريرك من جهة أخرى في رسالته إلى العراق ومصر، لبنان والأردن وفلسطين حيث هنأ "دولة فلسطين بنيلها صفة عضو مراقب في منظّمة الأمم المتّحدة". ثم ختم مذكرا بأن عمانوئيل "دعوة إلى السلام" ومتمنيا "عاماً مباركاً يحمل الخير والبركة لجميع شعوب الأرض، وبخاصة المتألّمين والمستضعَفين والمهمَّشين".








All the contents on this site are copyrighted ©.