في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن القديس اسطفانوس أول الشهداء

تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأربعاء صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة قال فيها: في كل سنة، وغداة عيد الميلاد تحتفل الليتورجيا بعيد القديس اسطفانوس الشماس وأول الشهداء، الذي يقدمه لنا كتاب أعمال الرسل كرجل ممتلئ من النعمة والروح القدس (أع 7، 8- 10، 7، 55) به يتحقق ملء وعد يسوع الذي نقرأه في إنجيل اليوم، وهو أن المؤمنين المدعوين للشهادة في ظروف صعبة وخطرة لن يُتركوا: بل روح الرب سيتكلم بلسانهم (متى 10، 20).

تابع الأب الأقدس يقول إن الشماس اسطفانوس، في الواقع، تصرّف وتكلم ومات يحركه الروح القدس، ليشهد لمحبة المسيح حتى التضحية الأخيرة. لقد كانت حياة القديس اسطفانوس مطبوعةً بالله ومطابقة للمسيح، وفي لحظة موته، كان يردد صلاة يسوع على الصليب، جاثيا، مسلِّما نفسه للرب ومسامحا أعداءه: "يا رب، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة" (أع 7، 60). وممتلئ من الروح القدس، وقبل أن يغمض عينيه عن هذه الحياة حدّق بنظره إلى "يسوع القائم عن يمين الله" (أع 7، 55) رب الجميع.

أضاف الحبر الأعظم في عيد القديس اسطفانوس، نحن مدعوون أيضا لنحدّق بابن الله، الذي في جو فرح الميلاد نتأمله في سرّ تجسده. فبسرّ المعمودية والتثبيت، وبعطية الإيمان القيمة التي تتغذى من أسرار الكنيسة وخصوصا من الافخارستيا، جذبنا المسيح إليه ويريد أن يتابع فينا، بواسطة عمل الروح القدس، عمله الخلاصي. فالسماح للمسيح باجتذابنا، على مثال اسطفانوس، يعني أن نفتح حياتنا على النور الذي يدعوها ويوجهها ويقودها في درب الخير، درب بشريّة بحسب مخطط محبة الله.

ختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول إن القديس اسطفانوس مثالٌ لجميع الذين يريدون أن يضعوا أنفسهم في خدمة البشارة الجديدة. هو يبرهن أن تجدد البشارة لا يكمن في استعمال طرق وأساليب مبتكرة، إنما في الامتلاء من الروح القدس والاستسلام لإلهاماته. فتجدد البشارة يكمن في عمق الغوص في سرّ المسيح وفهم كلمته وحضوره في الافخارستيا. وأضاف الأب الأقدس يقول يصبح المبشر قادرا على حمل المسيح للآخرين بشكل فعال عندما يحيا بالمسيح وعندما يظهر تجدد الإنجيل في حياته. فلنرفع الصلاة إلى العذراء مريم، لكي يكثر في الكنيسة، في سنة الإيمان هذه، عدد الرجال والنساء الذين، وعلى مثال القديس اسطفانوس، يعرفون أن يقدموا شهادة ثابتة وشجاعة للرب يسوع.