2012-12-16 14:52:07

قداسة البابا يحتفل بالقداس الإلهي في رعية "سان باتريسيو" بروما ويحث الشبيبة على أن يكونوا رواد الكرازة الجديدة بالإنجيل


في صباح هذا الأحد الثالث من زمن المجيء قام قداسة البابا بندكتس السادس عشر بزيارة إلى رعية القديس باتريك "سان باتريسيو" في حي برينيتسينو بروما حيث احتفل بالقداس الإلهي بحضور حشد غفير من أبناء الرعية الرومانية. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم توجه فيها إلى أبناء هذا الحي الواقع شرقي العاصمة الإيطالية وقال لهم: "إنكم كنيسة حية" وذكر جميع المسيحيين بأنهم مدعوون إلى عدم عيش إيمانهم بطريقة حميمة أو شخصية بل إلى نشر هذه السعادة التي نالوها من الله بطريقة ملموسة. تابع البابا يقول إن من يقبل عطايا الله بطريقة أنانية، لا يتذوق الفرح الحقيقي. لكن الشخص الذي يسعى إلى الإفادة من فرصة نوال هذه الهبات الإلهية ليحب الله بعرفان جميل صادق ولينقل محبته للآخرين فهذا هو الإنسان الذي يملأ الفرح الحقيقي قلبه. هذا ثم ذكر الأب الأقدس المؤمنين المشاركين في القداس الإلهي بالكلمات التي قالها القديس يوحنا المعمدان وتقترحها علينا الليتورجية في إنجيل هذا الأحد، وأشار إلى أن من يريد أن يتبع المسيح عليه أن يغير حياته. شدد البابا على أن الله لا يطلب منا أي شيء خارق العادة، بل أن يعيش كل فرد وفقا لمعايير التضامن والعدالة، لأنه من دون هذه المعايير لا يسعنا الاستعداد جيدا للقاء الرب. من هذا المنطلق يؤكد الحبر الأعظم أن مسيرة الإيمان تكمن في الانتقال من العدالة التي تحدث عنها القديس يوحنا المعمدان إلى المحبة التي وهبها لنا يسوع المسيح. ومضى إلى القول: إذا عشنا حياتنا المسيحية بطريقة ترضي الله فإنه سيجذبنا إليه، ويقودنا نحو الشراكة معه. ويسود في قلبنا الفرح والسلام الحقيقيان، حتى وسط الصعوبات وأوقات الضعف. إن من يدخل في هذه التجربة ـ تابع بندكتس السادس عشر قائلا ـ لا يشعر بانعدام الثقة والقنوط والحزن لأنه يبقى واثقا من وجود الله إلى جانبه. وأكد أنه حتى عندما نبتعد عن الله فهو لا يكف عن محبتنا ويبقى إلى جانبنا بواسطة رحمته، واستعداده للمغفرة ولقبولنا في محبته. هذا ثم عبر الحبر الأعظم عن سروره للحيوية التي تعيشها هذه الرعية الرومانية داعيا الجميع إلى عيش التكامل في التنوع كي تبقى هذه الجماعة الكنسية على الدوام مستعدة لقبول كل شخص وحيد ويعاني من الصعوبات. كما حث الجميع على العمل على ترسيخ خبرة التعليم المسيحي لمناسبة سنة الإيمان. وختاما توجه إلى الشبان الحاضرين في الكنيسة وقال له: اشعروا بأنكم رواد الكرازة الجديدة بالإنجيل، وضعوا طاقاتكم النضرة وحماستكم وقدراتكم في خدمة الله والآخرين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.