2012-12-09 14:42:23

البابا يزور ساحة إسبانيا في روما: فلتعلمنا مريم أن نصغي لصوت الله الذي يتكلم في الصمت ونقبل نعمته التي تحررنا من الخطيئة والأنانية


احتفالا بعيد العذراء مريم سلطانة الحبل بلا دنس في الثامن من كانون الأول ديسمبر، زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر عصر أمس السبت ساحة إسبانيا في روما، حيث يرتفع تمثال للعذراء مريم، تخليدا لعقيدة الحبل بلا دنس ووجه كلمة أمام حشد غفير من المؤمنين والحجاج عبّر فيها عن فرحته الكبيرة بهذه الزيارة التقليدية لاسيما مع احتفال الكنيسة "بسنة الإيمان"، وقال الأب الأقدس إن هذه الزيارة تذكّرنا قبل كل شيء بأنه لا يمكن أن نتعرف على صوت الله في الضجيج والفوضى، ولا نفهم مشروعه لحياتنا الخاصة والاجتماعية إلا إذا لجنا إلى العمق، حيث القوى التي تعمل ليست اقتصادية وسياسية، إنما أخلاقية وروحية. وأضاف البابا: تُدعى مريم "الممتلئة نعمة" (لوقا1، 28)، وتذكّرنا هكذا بأولوية الله في حياتنا وحياة العالم، وبأن قوة محبة الله أقوى من الشر، وتستطيع أن تملأ الفراغات التي تلحقها الأنانية بحياة الأشخاص والعائلات والأمم والعالم. وقد تصبح هذه الفراغات جحيمًا حيث الحياة البشرية تفقد المعنى والنور. وتابع الحبر الأعظم: وحدها المحبة تخلّص، المحبة التي تحمل في داخلها نقاوة النعمة، نعمة الله ـ التي تحوّل وتجدد، وتستطيع هكذا أن تضع في الرئات المسمَّمة هواء جديدا نقيا، وطاقة حياة جديدة. وأشار البابا بندكتس السادس عشر إلى أن نسيم النعمة قادر على تبديد الغيوم الأكثر سوادا، وجعْل الحياة جميلة وغنية بالمعنى حتى في الأوضاع غير الإنسانية، وتابع قائلا إن مريم سلطانة الحبل بلا دنس تكلّمنا عن الفرح الحقيقي الذي يغمر القلب المتحرر من الخطيئة. فالخطيئة تحمل معها تعاسة تقود إلى الانغلاق على الذات، أما النعمة فتحمل الفرح الحقيقي غير المتعلق بامتلاك الأشياء، إنما المتجذر في عمق الإنسان، ولا يستطيع أحد انتزاعه. وأشار الحبر الأعظم إلى أن المسيحية هي "بشرى سارة"، في ما يظن البعض بأنها عائق أمام الفرح، وأضاف يقول: المسيحية هي اعلان انتصار النعمة على الخطيئة، والحياة على الموت. وينبغي بالتالي أن نتعلّم قول "لا" لصوت الأنانية و"نَعَم" لصوت المحبة الحقيقية. وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته في ساحة إسبانيا بروما احتفالا بعيد مريم العذراء سلطانة الحبل بلا دنس رافعا الصلاة قائلا: فلتعلمنا مريم في زمن المجيء أن نصغي لصوت الله الذي يتكلم في الصمت، ونقبل نعمته التي تحررنا من الخطيئة ومن كل أنانية لنتذوق هكذا الفرح الحقيقي. أيتها العذراء مريم، الممتلئة نعمة صلي لأجلنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.