2012-12-08 16:18:23

قداسة البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي في عيد سيدة الحبل بلا دنس ويطلق نداء من أجل ضحايا الإعصار في الفيليبين


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم السبت صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الاحتفال بعيد الحبل بلا دنس. استهل الحبر الأعظم كلمته متمنيا عيدا سعيدا للجميع، وقال: في سنة الإيمان هذه أود التأكيد على أن مريم حُبل بها بلا دنس الخطيئة الأصلية كهبة من نعمة الله، الذي وجد لديها استعدادا وتعاونا تامين. إن مريم العذراء هي طوباوية لأنها آمنت، وكان لديها إيمان صلب بالله. فقد قبلت القديسة مريم وعود العهد القديم ولديها وجد كلمة الله إصغاء، وقبولا وجوابا، وجد هذه "النعم" التي سمحت له بأن يتجسد ويأتي ليسكن فيما بيننا. في مريم، ينفتح التاريخ والبشرية على الله فعلا، يقبلان نعمته، ويبديان استعدادا للعمل بمشيئته. فمريم هي التعبير الأصيل عن النعمة. إنها تجسد شعب الله الجديد، الذي يصفه العهد القديم بالعروس. والقديس بولس الرسول يتحدث عن هذا العرس في رسالته إلى أهل أفسس فيقول: أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها، مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحْضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أفسس 5، 25-27). تابع البابا يقول: لقد طور آباء الكنيسة هذه الصورة، فولدت عقيدة الحبل بلا دنس التي كانت تتعلق أولا بالكنيسة العذراء ـ الأم، ثم بمريم العذراء. إن النور الذي تشعه صورة مريم يساعدنا أيضا على فهم المعنى الحقيقي للخطيئة الأصلية. ففي مريم تعيش وتعمل العلاقة مع الله التي تكسرها الخطيئة. فمريم لم تعرف أي تناقض بين الله وكيانها: لقد عرفت الشركة والتفاهم التامين. هناك "نعم" متبادلة، قالها الله لها، وقالتها هي لله. مريم حرة من الخطيئة لأنها كلَّها ملك لله، مملوءة بنعمته ومحبته. ختاما، قال البابا، إن عقيدة الحبل بلا دنس تعبر عن ثقة الإيمان بأن وعود الله تحققت: بأن عهده لا يفشل، بل ولّد جذورا مقدسة تفتحت منها براعم ثمرة الكون المباركة، أي يسوع المخلص. سيدة الحبل بلا دنس تُظهر لنا أن الأمانة لله تولّد إيمانا حقيقيا وجيدا. هذا ثم قال البابا: أيها الأصدقاء الأعزاء، عصر اليوم سأتوجه، كما جرت العادة، إلى ساحة إسبانيا بروما لتكريم سيدة الحبل بلا دنس. فلنتّبع مثال أم الله، كي تجد نعمةُ الله فينا نحن أيضا ردا من خلال إيمان أصيل وخصب. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم قال البابا: أيها الأخوة والأخوات، أود قبل كل شيء الإعراب عن قربي من شعوب الفيليبين التي ضربها إعصار قوي خلال الأيام الماضية. أصلي من أجل الضحايا وعائلاتهم، وعلى نية جميع المشردين. وليكن الإيمان والمحبة الأخوية القوة اللازمة لمواجهة هذه المحنة الصعبة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.