2012-12-08 14:25:28

البيان الختامي للدورة السادسة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


صدر هذا السبت البيان الختامي للدورة السادسة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات الكاثوليك في لبنان، وقد عُقد في الكرسي البطريركي في بكركي من السادس وحتى الثامن من الجاري، للإطّلاع على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة للمجلس، ولاستخراج القرارات والتوصيات الملائمة لحاجات اليوم، لاسيما ما يختص بتطبيق توجيهات الارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة". كما استعرضوا الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وابدوا اسفهم الشديد لغياب المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، وقدموا تعازيهم للسينودس المقدّس الانطاكي، سائلين الله أن يعوّض على كنيسته بأب ورأس على مثال المسيح "الراعي الصالح". وجاء في البيان الختامي أن الآباء قد ناقشوا تقارير اللجان الأسقفية والهيئات ويربو عددها على العشرين، وقدّروا نشاطاتها والتزام العاملين فيها وديناميتهم الروحية، وشجّعوهم على المثابرة والتعاون والمزيد من التفاني بروح الشركة والشهادة وأملوا بأن تؤدي هذه النشاطات إلى شدّ روابط الوحدة والاخوّة بين الناس على تنوّع انتماءاتهم الدينية والاجتماعية. وأثنى الآباء أيضا على ما يبدي أبناء كنائسهم من شجاعة في عيش إيمانهم وصمودهم في أرضهم ومحافظتهم على ملكيتها ورفض بيعها، بالرغم من الصعاب التي تواجههم، وهم يدركون مسؤوليتهم في أن تظل شعلة المحبة اللامتناهية متّقدةً في هذه الأماكن التي قدّسها ابن الله المتجسّد، كما أشار قداسة البابا بندكتس السادس عشر اثناء زيارته إلى لبنان في أيلول الماضي وفي الارشاد الرسولي... ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، استعرض الآباء في بيانهم الاوضاع الراهنة في لبنان، في ايجابياتها وسلبياتها، وعبّروا عن قلقهم "لما آلت اليه الأزمة السياسية من انقسام وتعثّر في الحوار والتفاهم، بينما تداعيات الاحداث الدامية في المنطقة، ولاسيما في سوريا، تؤثّر في العمق على وحدتنا الداخلية وامننا والسلم الاهلي، وعلى الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية". وناشد الآباء المسؤولين السياسيين تلبية الدعوة إلى التحاور والتعاون والتشاور وبخاصة من أجل وضع قانون جديد للانتخابات، قبل سقوط المهل، وتأليف حكومة جديدة تقود البلاد الى اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، تأمينًا لديمقراطية تداول السلطة، وتعمل على إعداد الأجواء للاستقرار والمصالحة الوطنية، وتتخذ ما يلزم من إجراءات لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. وفيما تعيش الكنيسة في لبنان والشرق الالتزام "بالشركة والشهادة" التي يدعو اليها قداسة البابا في الإرشاد الرسولي، ناشد الآباء الجميع العمل من اجل الوحدة والتضامن وروح الاخوّة الشاملة، ومن اجل الشهادة لقيمهم الروحية والثقافية والوطنية... ودعا الآباء أبناءهم الى تعميق ثقافة الحوار وتعميمها في عائلاتهم والمدارس والجامعات وفي مختلف المجالات الاجتماعية والوطنية، بهدف الانفتاح على إخوانهم في الوطن من العائلات الروحية الأخرى، كما دعوا إلى المزيد من مدّ يد المساعدة إلى المهجّرين والنازحين من سوريا الجريحة، مثمّنين ما تقوم به كاريتاس لبنان باسم الكنيسة من مساعدات وإسعافات متنوّعة للعائلات وللأطفال في أماكن تواجدهم في البقاع والشمال، وللمحاصرين في بعض القرى السورية. وفي ما يستعدّ الجميع للاحتفال بعيد ميلاد يسوع المسيح الإله المتجسد ومخلّصنا الذي أرسله الله الآب إلى أرضنا المقدسة "يضرع الآباء إليه طالبين، بشفاعة والدته وأمنا مريم العذراء، أن يثبّتنا جميعًا في الإيمان والرجاء والمحبة، ويعضدنا بروحه القدّوس في عيش الشركة والشهادة على مساحة الوطن وبلدان الشرق الأوسط وفي العالم".








All the contents on this site are copyrighted ©.