2012-12-07 13:36:26

قداسة البابا يستقبل أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية ويقول: عندما يُحرم الجميع من إمكانية الرجوع إلى حقيقة موضوعية يصبح الحوار مستحيلا


التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الجمعة في قاعة البابوات بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية يتقدمهم رئيس اللجنة الجديد المطران جيرهارد لودفيك مولر. وجه البابا لضيوفه الاثنين والثلاثين كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير لاستضافتهم في الفاتيكان في ختام أعمال دورتهم العامة السنوية. وأكد أن هذا اللقاء عُقد في سياق سنة الإيمان وأعرب عن تقديره الرسالة التي صاغتها اللجنة اللاهوتية الدولية لمناسبة سنة الإيمان والتي تتناول المواضيع التي نوقشت في وثيقة بعنوان "اللاهوت اليوم: آفاق، مبادئ ومعايير"، نُشرت مطلع العام الجاري. تابع الحبر الأعظم يقول إن هذه الوثيقة توضح المعايير اللازمة للاهوت كاثوليكي أصيل، يقدم إسهامه في رسالة الكنيسة وإعلان بشارة الإنجيل على جميع البشر. من بين معايير اللاهوت الكاثوليكي تشير الوثيقة إلى أهمية أن ينعكس الإيمان في حياة الكنيسة، وهذا مبدأ شدد عليه أيضا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. إن حس الإيمان هذا ـ تابع قداسة البابا قائلا ـ هو بالنسبة للمؤمن غريزة فائقة الطبيعة، تسمح له بالتأكد ما إذا كانت حقيقة ما تنتمي إلى الإرث الحي للتقليد الرسولي. وأكد أن الروح القدس ما فتئ يخاطب الكنائس ويقود خطواتها نحو الحقيقة التامة والكاملة. إن حس الإيمان الأصيل ليس في الواقع عبارة عن رأي كنسي، ولا يسعه أن ينمو لدى المؤمن إن لم يشارك هذا الأخير وبطريقة فاعلة في حياة الكنيسة، وهذا الأمر يتطلب انضماما مسؤولا لتعاليمها. إن حس الإيمان هذا ـ قال البابا ـ يحملنا على الوقوف في وجه الأحكام المسبقة، التي تعتبر أن الديانات، لاسيما الديانات التوحيدية الثلاث، تحمل العنف. في هذا السياق تكتسب أهمية كبيرة الدراسة التي أعدتها اللجنة اللاهوتية الدولية بعنوان "الله الثالوث، وحدة البشر، المسيحية والديانات التوحيدية". فمن جهة تذكّر هذه الدراسة بأن الإيمان بالله الواحد، خالق السماء والأرض، يلتقي مع المتطلبات العقلانية للتأمل الميتافيزيائي، الذي يتقوى ويتعمق بفضل الوحي الإلهي. ومن جهة أخرى، لا بد أن نشدد على الشكل الذي اتخذه الوحي الإلهي من خلال حياة وموت السيد المسيح الذي اقتيد كحمل إلى الذبح. وإذا كان التاريخ البشري قد شهد أعمال عنف ارتُكبت باسم الله، فهذا الأمر مرتبط بأسباب تاريخية، في طليعتها أخطاء البشر. وعندما يُحرم الجميع من إمكانية الرجوع إلى حقيقة موضوعية، يصبح الحوار مستحيلا والعنف المعلن أو الخفي يصير قاعدة للعلاقات بين البشر. هذا ثم توقف البابا في كلمته عند العقيدة الاجتماعية للكنيسة لافتا إلى أنها ترتكز إلى ينابيع الإيمان. وتسعى هذه العقيدة إلى تطبيق الوصية الجديدة للسيد المسيح الذي يطلب منا أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو. ختاما أعرب البابا عن قربه من أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية من خلال الصلاة ومنح الجميع بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.