2012-11-25 11:48:20

البابا يترأس قداسا احتفاليا في البازيليك الفاتيكانية يعاونه فيه الكرادلة الجدد ويقول: أن نكون تلامذة للمسيح يعني أن نحمل في هذا العالم نور حقيقة ومحبة الله


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد قداسا احتفاليا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الاحتفال بعيد السيد المسيح ملك الكون، عاونه فيه الكرادلة الستة الجدد الذين اعتمروا القبعة الكاردينالية من يد الحبر الأعظم يوم أمس السبت. ألقى الحبر الأعظم خلال هذا الذبيحة الإلهية عظة قال في مستهلها إن الاحتفال بعيد السيد المسيح ملك الكون الذي يتوّج السنة الليتورجية يغتني اليوم بانضمام ستة أعضاء جدد إلى مجمع الكرادلة، ووجه تحية حارة إلى الكرادلة الجدد وجميع المشاركين في الذبيحة الإلهية. في هذا الأحد الأخير من السنة الليتورجية ـ تابع البابا يقول ـ تدعونا الكنيسة إلى توجيه أنظارنا نحو المستقبل، نحو الوجهة الأخيرة للتاريخ، التي هي ملكوت المسيح الأبدي. يُقدم لنا إنجيل هذا الأحد المسيح ماثلا أمام بيلاطس البنطي كشخص يطمح إلى السلطة السياسية، كملك لليهود. غير أن المسيح رد على هذا التساؤل مؤكدا أن مملكته ليست من هذا العالم. من الواضح أن يسوع المسيح لا يملك أي طموحات سياسية مع أن الناس أرادوا أن يجعلوا منه ملكا لليهود ينقلب على حكم الإمبراطورية الرومانية. لكن يسوع يعلم جيدا أن ملكوت الله لا يرتكز إلى السلاح والعنف. بعد معجزة تكثير الخبز بدأت تظهر بوضوح مسيرة المسيح نحو الصليب الذي تألق من خلاله ملكوت الله. ويؤكد لنا الإنجيل أن الرسل ـ ومع أنهم عايشوا يسوع وأصغوا إلى تعاليمه ـ ظلوا يفكرون بقيام مملكة سياسية، لكن المسيح أراد أن يبني هذه المملكة لا من خلال قوة السلاح والعنف بل بواسطة ضعف المحبة التي تهب الحياة. لقد تفاجئ بيلاطس البنطي وعلى الرغم من نفوذه عندما سمع إجابة يسوع فسأله "إذن أنت ملك" فرد المسيح: "هو ما تقول فإني ملك" إنه يتحدث عن مملكة الحق. بعدها استشهد البابا بكلمات النبي دانيال وأكد أن سلطة المسيح الحقيقية هي سلطة لا تضمحل أبدا، ليست شأن ممالك الأرض التي تقوم وتنهار، إنها مملكة الحقيقة والمحبة. وهكذا نفهم أن الملوكية التي أعلن عنها يسوع من خلال الأمثلة وتجلت بصورة واضحة أثناء مثوله أمام الحاكم الروماني بيلاطس ليست إلا مملكة الحق الذي يعطي وحده لجميع الأشياء نورا وعظمة. من خلال التضحية بذاته على الصليب ـ مضى الحبر الأعظم إلى القول ـ فتح لنا يسوع الدرب أمام علاقة وطيدة مع الله: به أصبحنا أبناء لله بالتبني، وصرنا شركاء في ملوكيته وسط هذا العالم. أن نكون تلامذة للمسيح يعني ألا نتأثر بمنطق السلطة الأرضية، بل ينبغي أن نحمل في هذا العالم نور حقيقة ومحبة الله. في ختام عظته أثناء الذبيحة الإلهية توجه قداسة البابا إلى الكرادلة وقال لهم: أيها الأخوة الأعزاء لقد أوكلت إليكم هذه المسؤولية الكبيرة: وهي أن تشهدوا لملكوت الله وللحق. وهذا يتطلب تغليب مشيئة الله على مصالح العالم وقواه. تيمنوا بالمسيح، الذي وأمام بيلاطس البنطي أظهر مجده في ظرف مذل؛ وهو مجد أن نحب إلى أقصى الحدود، وأن نهب حياتنا فداء عن من نحب. هكذا تتجلى مملكة يسوع. ولذا دعونا نصلي بقلب واحد وروح واحد قائلين "فليأت ملكوتك". آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.