2012-11-17 17:17:39

البابا يلتقي المشاركين في لقاء نظمه المجلس البابوي للعاملين الصحيين ويؤكد أن الكنيسة تقاسم المرضى والمتألمين معاناتهم بروح من الأخوة


التقى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت بالفاتيكان المشاركين في لقاء نظمه المجلس الحبري للعاملين الصحيين، يتقدمهم رئيس المجلس المذكور المطران زيغمونت زيموفسكي. توقف البابا في مستهل كلمته عند موضوع هذا اللقاء وهو "المستشفى، مكان للكرازة بالإنجيل: رسالة بشرية وروحية". شملت تحية البابا، بالإضافة إلى الأطباء والممرضين، المرضى وعائلاتهم والمتطوعين والمرشدين الروحيين ناهيك عن طلاب كليات الطب والجراحة والتمريض. أكد قداسة البابا بعدها أن الكنيسة تقاسم بروح من الأخوة معاناة الأشخاص الممتحنين بالألم والمرض، يحركها روح من أعطى الألم معنى وكرامة بقوة محبته. وهذا الأمر أكد عليه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. هذا وتتوجه الكنيسة أيضا إلى الأطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمتطوعين الذين يلبون دعوة مميزة تتطلب منهم الغوص في الدراسة والخبرة وحس الإنسانية. لكن كي يكون هذا النشاط "رسالة بشرية وروحية" ينبغي أن يذهب العاملون في هذا المجال أبعد من تحصيل الشهادات الأكاديمية. وذكّر بندكتس السادس عشر بأن المجمع المكسوني الفاتيكاني الثاني أكد لخمسين سنة خلت أن الكنيسة قد تكون عاجزة عن القضاء على ألم المريض لكنها تقدم له يسوع المسيح الذي لم يقضي على الألم بل حمله على كتفيه، وهذا يكفي لنفهم نحن اليوم قيمة الألم. هذا ثم أشار البابا إلى أن العاملين الصحيين الكاثوليك مدعوون إلى تحمل مسؤوليات إضافية في الحياة الكنسية والاجتماعية: إنها دعوة حقيقية، كما أثبتت شخصيات مثالية عرفها تاريخ الكنيسة شأن القديسين جوزيبيه موسكاتي، ريكاردو بامبوري، جانّا بيريتّا مولاّ، أنا شافر وخادم الله جيروم لوجون. هذا الالتزام ـ تابع البابا يقول ـ هو التزام الكرازة الجديدة بالإنجيل، حتى في زمن الأزمات الاقتصادية التي تحرم حقل الرعاية الصحية من الموارد. في هذا السياق لا بد أن تعيد المستشفيات والبنى الصحية التفكير بدورها كي لا تصبح الصحة مجرد "سلعة" تخضع لمزاج السوق، لتصير خيرا تنعم به قلة من البشر. هذا ثم ذكر الحبر الأعظم ضيوفه بضرورة الدفاع دوما عن الكرامة البشرية للشخص المريض والمتألم من خلال تطبيق مبادئ المساعدة والتضامن. كما لفت البابا إلى الأخطار المحدقة اليوم بالمبادئ الخلقية لمهنة العاملين في حقل الطب المدعوين إلى خدمة الإنسان، كل الإنسان في جميع الحالات والظروف وفي كل مراحل وجوده. وشدد على ضرورة الاقتداء بمثل السامري الصالح في الإنجيل، وهذا أمر سطره البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، مؤكدا أن المستشفيات تصبح فسحة مميزة للكرازة بالإنجيل لأنه حيث الكنيسة تكون "وسيلة لنقل حضور الله"، تصبح في الآن معا "أداة لأنسنة حقيقية بالنسبة للكائن البشري والعالم بأسره". وتابع البابا خطابه مذكرا بأنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى يحتاج مجتمعنا لسامريين صالحين، يحركهم سخاء القلب ويفتحون ذراعيهم للجميع مدركين أن معيار البشرية يُقاس من خلال العلاقة مع الألم والمتألم. ختاما وفي كلمة وجهها إلى المرضى، أكد البابا أن الشهادة الصامتة لهؤلاء الأشخاص تشكل علامة وأداة فاعلتين للكرازة بالإنجيل بالنسبة للأشخاص الذين يعتنون بهم ولأفراد عائلاتهم، معربا عن ثقته بأن الله لا ينسى أي دمعة يذرفها كل متألم وكل شخص يعتني به. وختم قائلا: أنتم أخوة المسيح المتألم، وإن أردتم يمكنكم أن تخلصوا العالم معه. هذا ثم أوكل قداسة البابا جميع ضيوفه إلى شفاعة العذراء مريم ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.